مرارة.. واحتقان.. ودماء زكية تسيل علي الطريق لتضع النهاية المأساوية في سباق البحث عن نقطة سولار.. أبعاد المشكلة لم تعد مقصورة علي نقص تزويد المحطات باحتياجاتها من الوقود, وإنما أصبحت انعكاسا لعناصر متعددة تتحكم في المشهد الذي يتكرر في كل محافظات مصر.. لقد كشفت أزمة السولار عن ضمائر خربة تستثمر كل أزمة من أجل تعظيم أرباحها بالاتجار في السولار بالسوق السوداء, أو بفرض اتاوات في وضح النهار كشرط للحصول علي الوقود, وقد يتصور المواطن العادي ان أزمة السولار يمكن أن تزيد أجور الانتقال بسيارات الميكروباص فقط, وإنما الحقيقة تختلف عن ذلك حيث يمكن لهذه الازمة أن تضاعف من أسعار كل السلع والخدمات المتداولة في الاسواق نظرا لأننا أهملنا استثمار جميع أشكال الطاقة البديلة, كالطاقة الشمسية واعتمدنا علي المنتجات البترولية فقط في تشغيل المركبات والمعدات والانارة. وبالرغم من تضارب الارقام حول كميات السولار التي يتم ضخها في السوق, وبين الكميات التي يتم تهريبها في الداخل أو الخارج, إلا أن وقفة مع الصديق أصبحت مطلوبة الآن أكثر من أي وقت مضي, ونعني به الجانب الفلسطيني.. فليس من المعقول أن يتحمل الشعب المصري نفقات فاتورة الدعم لكل السلع المستوردة والمحلية بينما يتخذ هذا الدعم مجراه ليتسرب عبر الانفاق علي حدودنا الشرقية مع غزة.. لقد كشف الخبراء عن أن30% من البضائع الواردة إلي غزة تأتي عن طريق الانفاق, ولم يخف الاشقاء الفلسطينيون غضبهم حين بدأ الجيش المصري في هدم الانفاق واغراقها بالمياه إلا أن هؤلاء المسئولين برروا رفضهم لغلق الانفاق بأن الحال سيظل كذلك ما لم يتم فتح معبر رفح ورفع الحصار الإسرائيلي عن غزة.. ومع تأكيد مساندة الاشقاء فاننا هنا نعود للمثل الشعبي القائل مايحتاجه البيت يحرم علي الجامع فليس من المعقول أن نطلب من شعبنا ان يتحمل شظف العيش وقسوة الفقر ومهانة الحاجة بينما نغض الطرف عن قوت الملايين وأموال الدعم الذي يتسرب عبر الانفاق لمنافع مشتركة تحققها أطراف عديدة هنا أو هناك, ويأتي السولار في مقدمة هذه السلع المهربة. الاهرام يرصد أبعاد مشكلة نقص السولار وتأثيره علي حياة المصريين اليومية في عدد من المحافظات, وكذلك يتعرض لجميع حلقات التجارة المحرمة في السولار بدءا من السوق السوداء بالداخل حتي التهريب لاشقائنا بالخارج!