تسود مجتمعنا المصري حمي تعلم اللغات الأجنبية, بخاصة اللغة الإنجليزية باعتبارها من متطلبات الحصول علي وظيفة مرموقة, وذلك في ظل التنافس الكبير بين الشركات للحصول علي أفضل الخريجين, فبعد أن ينهي أبناؤنا تعليمهم الجامعي. نجدهم يتسارعون إلي المراكز الثقافية ومراكز التدريب المختلفة للتسجيل في دورات اللغة الإنجليزية. وبالرغم مما يمثله هذا الأمر من رغبة قوية في تطوير المهارات الذاتية, والاستعداد لسوق العمل التي لم تعد ترحم أحدا, إلا أنه من المدهش أن نظام التعليم في مصر يقر اللغة الإنجليزية كمادة دراسية أساسية منذ المرحلة الابتدائية, وحتي مرحلتي الماجستير, والدكتوراه. فالطالب المصري يدرس اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية أولي لفترة زمنية لا تقل عن خمسة عشر عاما, وقد تمتد إلي أكثر من عشرين عاما.. ألا تعتبر هذه الفترة الزمنية الطويلة كافية لإعداد الطلاب لإتقان اللغة الإنجليزية بمهاراتها المختلفة, تحدثا واستماعا وقراءة وكتابة؟! ألا يعد ذلك هدرا للوقت والجهد والمال, مادام الطالب بعد تخرجه يبحث عن تعلم الإنجليزية بداية من أبجدياتها؟! أم أن مناهج تعليم اللغة الإنجليزية بحاجة إلي إعادة نظر لكي تصبح أكثر ارتباطا بمهارات التواصل الحياتية, والمهارات الفعلية لسوق العمل؟!. وأخيرا يجب أن نغرس في أبنائنا الهدف الحقيقي لتعلم اللغات الأجنبية, وأنها ليست مجرد مواد تحصيلية غايتها النجاح أو الرسوب. أيمن أحمد الشافعي محاضر جامعي ومعار للخارج