في لفتة إنسانية رائعة.. أعلنت السيدة سوزان مبارك تضامنها مع المعاقين الذين طالبوا بتوفير فرص عمل لهم ومشاركتهم في المجتمع وقد اكدت قرينة الرئيس علي ضرورة انهاء متاعب المعاقين ووضع وزارة الاسرة والسكان المسودة النهائية لمشروع قانون المعاقين الذي يتضمن 9 أبواب. تشمل الصحة والتعليم والعمل والثقافة والرياضة والتأهيل المهني والحماية الجنائية والحقوق السياسية. بالاضافة إلي تفعيل دور المجلس القومي لحقوق المعاقين... وقد استقبل المعاقون خبر اهتمام سيدة مصر الاولي سوزان مبارك بهم بفرحة كبيرة معربين عن آمالهم في توفير العديد من احتياجاتهم في القانون الجديد .... ( الاخبار ) شاركت المعاقين احلامهم ورصدت معاناة هذه الفئة والدور المطلوب منهم ومن المجتمع ليتحولوا إلي فئة منتجة وليس مجرد فئة مهمشة في البداية يقول شادي جابر محمد ( كفيف ) بالفرقة الثالثة آداب قسم فلسفة الحاصل علي المركز الأول في عزف الاورج علي مستوي الجامعات إن اهم القضايا التي تشغل بالهم هي فرص العمل واشار الي ان إقامة ملتقي لتوظيف المعاقين فكرة جيدة لكن مجتمعنا هو من يحتاج إلي إقامة مئات الملتقيات حتي يعرف كيف يتعامل معنا ويدرك إن لدينا طاقات تحتاج إلي دعم وتحفيز حتي تخرج بشكل جيد.. فأسوأ ما نعاني منه هو تأكيد معظم من حولنا طوال الوقت أننا عجزة غير قادرين علي فعل اي شيء..ويقول لقد تحديت نفسي وأنا في المرحلة الثانوية وقمت بتنمية مهارتي في العزف علي الاورج حتي أصبحت من المتميزين في ذلك علي مستولي الجامعات.. ويقول اطالب زملائي دائما بعدم التوقف عند الإعاقة ولكن النظر إلي الايجابيات التي نمتلكها ننميها ولاننتظر احدا لنثبت لكل من حولنا أننا لسنا مجرد عالة علي المجتمع ولدينا القدرة علي التفوق والانتاج وهذا لايأتي الا بتحديد الهدف والإصرار علي تحقيقه.. ويري محمود عيد طالب بالفرقة الرابعة كلية التجارة إن إقامة ملتقيات لتوظيفينا لكنها تتطلب الجدية من الشركات التي غالبا ما تحضر مثل هذه المناسبات لمجرد الظهور الاعلامي فقط ..موضحا انه عندما حاول تقديم السيرة الذاتية الخاصة به لعدد كبير من هذه الشركات وجدها تشترط إن يكون المتقدم لديه خبرة سابقة في الوظيفة المتقدم اليها وهو ما يعتبره علي حد قوله شرطا تعجيزيا فكما يقول من إن اكتسب الخبرة والمجتمع لايعترف بنا في الاصل ..ويضيف إن الشركات تشترط ايضا اجادة الكمبيوتر واللغة الانجليزية وهذا من حقها لكننا نحتاج إلي الدعم من الجامعات التي لابد أن توفر لنا الحصول علي التدريب في هذين المجالين دون اعباء مادية ..خاصة وان معظمنا من اصحاب الظروف المادية الصعبة. البحث عن عمل ويطالب محمد صالح الطالب بكلية التجارة الفرقة الرابعة الشركات التي تعلن عن ملتقيات للتوظيف بقبول اوراق نسبة كبيرة من المتقدمين اولا علي إن تقوم بتدريبنا لمدة محددة علي المهام الوظيفية المطلوبة من ثم تقوم بعمل اختبارات للجميع ومن يثبت قدرته في الاختبار يستحق الحصول علي الوظيفة ومن يفشل يمكنه التدريب مرة اخري وقتها سيستطيع التقدم لشركات اخري لانه سيكون مؤهلا.. ويضيف الواقع غير ذلك فالشركات تحتاج إلي خريج من ذوي الاحتياجات الخاصة لديه قدرات تفوق الخريج العادي في الوقت الذي يعاملنا فيه المجتمع والجامعات علي إننا مجرد اناس يحتاجون إلي العطف والكلمة الطيبة ..اما احمد فتحي خريج معهد متوسط منذ 2004 فيعاني منذ تخرجه من عدم حصول علي وظيفة حقيقية فيقول تقدمت بعد تخرجي مباشرة إلي وزارة القوي العاملة لالحاقي باحدي الشركات وفقا لنسبة ال 5٪ المعمول بها وبالفعل تم قبول اوراقي ثم فوجئت بادارة الشركة تخطرني بانني مقيد بها لكنني ساظل في منزلي وسيصلني خطاب به مائة جنيه أول كل شهر فكيف اقبل ذلك .. الإحباط الحقيقي الذي نعانيه ليس أننا معاقون ولكن للطريقة التي يتعمد المجتمع التعامل معنا بها وهي إن يؤكد لنا طوال الوقت إننا معاقون ولا نقوي علي عمل اي شيء ..ويطالب بتخصيص منح تعليمية مجانية في برامج التعليم المفتوح بالجامعات حتي يستطيع ذوي الاحتياجات الحصول علي شهادة عليا قد تساهم في زيادة فرصهم للحصول علي عمل. وتتمني ساهي علي سعيد الطالبة بكلية الاداب قسم اجتماع اهتمام الكلية بتدريبها وتوفير الكورسات لها ولزملائها في مجال الكمبيوتر خاصة وانها لديها قدرة علي تخزين المعلومات وكتابة النصوص بشكل سريع وكل ما تحتاجه فرصة جيدة للتدريب ومن ثم الحصول علي فرصة عمل لمواجهة اعباء الحياة والاعتماد علي نفسها. توظيف حقيقي ومن جانبه يؤكد د. احمد درويش وزير التنمية الادارية ضرورة أن تغير المجتمع نظرته لذوي الاحتياجات الخاصة فلابد من شطب كلمة معاق من قاموسنا والتعامل مع هذه الفئة باعتبارهم من اصحاب المهارات الخاصة التي تحتاج إلي دعم مجتمعي للارتقاء بها ..ويطالب د. درويش مؤسسات المجتمع المدني القيام بدورها تجاه هذه الشريحة التي تمثل نسبة مؤثرة في المجتمع كذلك الشركات العامة والخاصة التي لابد إن تلتزم بتعيين نسبة ال 5٪ من موظفيها من ذوي الاحتياجات الخاصة ليس باعتبارها ضريبة تفرضها الحكومة عليها فيتم التعيين بشكل صوري وهو مايفعله عدد غير قليل من الشركات بعدم الاستفادة منهم والاكتفاء بدفع مرتبات صغيرة لهم في شكل اعانات .. ويؤكد د. درويش إن ذوي الاحتياجات الخاصة مواطنون متساوون في كافة الحقوق والواجبات مثل باقي المواطنين وهناك العديد من النماذج التي بزغت في المجتمع وحققت نجاحا كبيرا متحدية ظروفها . البداية وقد حرصت جامعة القاهرة في بداية حقيقية للاهتمام بالمعاقين بتنظيم أول ملتقي لتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة فيقول د. حسام كامل رئيس الجامعة الهدف من الملتقي جمع اكبر عدد من الشركات التي وصل عددها إلي 18 شركة وبنكا بالتعاون مع مؤسسة ويانا لتوفير فرص عمل تناسب هؤلاء الطلاب مؤكدا ضرورة تكاتف الجميع لمساندة هذه الفئة ودعمها مشيرا إلي اتخاذ الجامعة عددا من القرارات لعمل الطلاب والخريجين من ذوي الاحتياجات الخاصة اولها اعفاء الطلاب المكفوفين من الرسوم الدراسية طوال مدة الدراسة وتخفيض الرسوم لباقي الطلاب من هذه الفئة بنسبة تبدأ من 50٪ حتي 100٪ حسب درجة الإعاقة ..ويقول انه تقرر زيادة المخصصات المالية للانشطة الطلابية لمتحدي الإعاقة وصرف مكافآت تميز للمتفوقين منهم ..كما تقرر تخصيص قاعة في المكتبة المركزية للجامعة لتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة علي الكمبيوتر مع توفير منح تدريبية في اللغات لهم .ويضيف إن الجامعة قررت تطبيق نظام جديد لامتحانات متحدي الإعاقة اعتبارا من العام القادم ..حيث يتم دراسة وضع عدة اساليب تتناسب مع ظروف أعاقتهم ..عن طريق تخصيص امتحانات شفوية بدلا من التحريرية للطلاب الذين لاتسمح إعاقتهم بأداء الامتحان تحريريا أو تخصيص معيدين كمرافقين للطلاب بدلا من الموظفين أو ادائها عن طريق الكمبيوتر للذين يجيدون التعامل معه. ويضيف د. عادل زايد نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب إن عدد متحدي الإعاقة في الجامعة يصل إلي 700 طالب وطالبة ..وقال إن الجامعة اتفقت ايضا مع الشركات علي توفير التدريب للخريجين علي إن يتم اختيار الاكفأ منهم علي إن تقوم الجامعة بتدريب الطلاب الذين ما زالوا يدرسون لتأهيلهم بمجرد التخرج للحصول علي وظيفة مناسبة ..واكد إن الصعوبة الحقيقية التي تواجه الجامعة تتمثل في استجابة الشركات لظروف هذه الفئة واقناعها بان لديهم قدرات ومهارات عديدة.. ويقول إن الجامعة وضعت استراتيجية لدمج هؤلاء الطلاب في المجتمع الجامعي بشكل أكثر فاعلية كما قررت تحويل المباني الجامعية داخل الكليات والمدرجات إلي منشآت صديقة للبيئة ..حيث يتم تخصيص اماكن لسير متحدي الإعاقة دون الحاجة إلي مساعدة من احد اضافة إلي تخصيص اماكن في المدرجات لذوي الاحتياجات الخاصة الذين يصعب عليهم الحصول علي مكان داخل المدرج في بعض الاحيان نتيجة زحام الطلاب ..ووجه د. عادل زايد الدعوة إلي مؤسسات المجتمع المدني للمساهمة في توفير اتوبيسات لنقل هؤلاء الطلاب من المدينة الجامعية إلي الحرم الجامعي كذلك نقلهم بين الكليات ودعا جميع الجامعات للتكاتف ويري محمد قورة عضو أمانة قطاع الأعمال المركزية بالحزب الوطني الديمقراطي وممثل مؤسسة ويانا لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ضرورة تكثيف اقامة ملتقيات لتوظيف المعاقين لتعيين الخريجين من هذه الفئة في وظائف مناسبة لهم ... مؤكدا أن هذه الفئة تحتاج إلي رعاية واهتمام خاصة أن عددها وصل إلي أكثر من 8 ملايين معاق لو تم استغلاها بشكل جيد ستتحول إلي قوة منتجة تساهم في دفع عجلة الاقتصاد.. ويضيف أن المؤسسة تقوم بعمل برامج تدريبية تؤهل الخريج المعاق لسوق العمل وتدريب الشركات والأسر علي كيفية التعامل مع المعاق وكيفية التواصل مع المجتمع ... ويشير قورة إلي أن المؤسسة أبرمت بروتوكولا مع 20 شركة لتوظيف المعاقين في أماكن مناسبة لهم مثل موظف استقبال الاتصالات الهاتفية للمعاق بصريا وغيرها مؤكدا علي أن الموظف المعاق لديه القدرة علي الإنتاج من اي إنسان سليم وذلك لإحساسه بصعوبة الحصول علي فرصة عمل ... وعن دور الجامعات في تأهيل الطالب المعاق يقول قورة إن دور الجامعة ليس تربويا فقط ولكن تثقيفيا أيضا ولذلك يجب عليهم مشاركته في الأنشطة الفنية والرياضية والتعامل معه علي انه شخص عادي ... أم عن المتطلبات التي يجب أن تتوافر في الخريج فيشير إلي ضرورة اجادته احدي اللغات وحصوله علي دورات تدريبية في الكمبيوتر وان يكون واثقا من نفسه وان يتحلي بالصبر . متطلبات الوظيفة وعن الشروط التي يجب ان تتوافر في الخريج للحصول علي فرصة عمل فتقول دينا الصافي موظفة في احد البنوك المشاركة في ملتقي توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة إن الشروط المطلوبة لحصول الطالب علي الوظيفة تتمثل في التفرغ اولا واجادته للكمبيوتر واللغة وان يكون لديه خبرة كافية في مجال العمل. وتضيف ان البنك يقوم بعمل تدريب للخريجين المتقدمين لمدة شهر لكن دون التزام بتشغيل كافة المتقدمين حيث يتم اختيار افضل العناصر منهم ..وقالت إن اهم المشاكل التي تواجه الخريج من ذوي الاحتياجات الخاصة عند البحث عن وظيفة انه لايستطيع إن يحدد المجال الذي يمكنه الإبداع فيه ويتناسب مع ظروفه فلابد إن يضع يده اولا علي مهاراته وقدراته لينميها حتي يصبح من المتميزين..وهو ما تؤكده موظفة اخري بشركة ألبان فتقول معظم الطلاب الذين يتقدمون الينا ينقصهم القدرة علي اعداد السيرة الذاتية الخاصة بها التي نستطيع من خلالها التعرف علي مهاراته كما أن معظمهم لايعرف ماذا يريد فهو يريد اي وظيفة لمجرد الحصول علي عمل دون النظر هل دراسته وقدراته تؤهله اليها ام لا..وتؤكد مرة اخري إن الطالب لابد ألا يضيع فترة الدراسة دون اجادة اللغة الانجليزية والكمبيوتر لانهما شرطان اساسيان للحصول علي الوظيفة .