لله الأمر من قبل ومن بعد.. وكأن السياحة المصرية ناقصة كوارث أو مصائب أو أزمات.. فالدماء التي سالت أمس علي عيدان القصب وزراعات البر الغربي بالأقصر, سالت في حقيقة الأمر علي ثوب السياحة المصرية كلها, وليس علي السياحة في الأقصر فقط. وثوب السياحة المصرية المهلهل حاليا أو الذي أصيب بالوهن بل تمزق من كثرة الضربات الموجعة التي تعرض عليها علي مدي العامين الأخيرين.. بات لا يتحمل مثل هذه الكوارث.. فمن المظاهرات والاحتجاجات الفئوية والعنف في الشوارع في معظم مدن مصر وما صاحبها من حوادث الطرق المستمرة في مصر منذ سنوات إلي كارثة انفجار البالون بالبر الغربي بالأقصر تزداد مواجع السياحة المصرية وأصبح تسويقها وموقفها في سوق السياحة العالمية في غاية الصعوبة إن كل جهود الترويج والتسويق التي تقوم بها وزارة السياحة لا تلبث أن تضيع هباء من جراء الحوادث واحدا تلو الآخر.. وما علي الوزارة أو وزيرها هشام زعزوع منذ أن جاء إلا أن يبدأ من نقطة الصفر من جديد.. ان أصعب المواقف في مثل هذه الكوارث من نوع انفجار البالون هو مواجهة الاعلام الدولي وشركات السياحة العالمية ومنظمي الرحلات الأجانب, فبالضرورة سيكون الحديث عن أزمة جديدة تواجه السياحة ومطالبة مصر بتوضيح شروط الأمان في المنشآت السياحية, وعما إذا كان هناك اهمال أو تقصير في الخدمات أم لا. إننا بالفعل أمام أزمة جديدة تضاف إلي أزمة السياحة المصرية التي تراجعت حجوزاتها المستقبلية لعام3102 بشدة. وهنا مكمن الخطورة المستقبل, فالحجوزات الجديدة للربيع والصيف ضعيفة جدا من جراء الانقسام السياسي في مصر وعنف الشوارع في كل المدن ثم يزداد الطين بلة بمثل هذه الحوادث. لكن.. لانملك إلا أن نقول لك الله يا مصر.. ولابد أن نعمل ولابد أن ندير هذه الأزمة الكبري التي تواجه السياحة العالمية.. أهمها الاعتراف بالأزمة ثم توفير المعلومات والاتصال بمن أضير بالأزمة, ثم والأهم هو اختيار الأشخاص القادرين أو المناسبين للحديث في الاعلام الدولي عن الأزمة. وللأسف الشديد في كل حادثة يبحث الاعلام الدولي عمن يجيد التحدث في الأزمة في وزارة السياحة فلا يوجد سوي هشام زعزوع وزير السياحة, وتلك مصيبة.. ولاتوجد كوادر لديها القدرة علي التأثير والتواصل مع الاعلام ولا أقصد طبعا توافر اللغة الأجنبية فقط بل القدرة علي الحديث بشكل يوضح الحقيقة ويؤثر علي المشاهد أو المستمع لصالح المتحدث أو قضيته. المهم.. لن أطيل اليوم في الحديث عن كارثة انفجار بالون الأقصر, فهي أزمة جديدة رغم قسوتها وحزننا علي الضحايا وتعازينا اليهم,فهي أزمة أو رقم في عدد الأزمات التي تنزل علي رأس السياحة المصرية كل صباح في العامين الأخيرين من حوادث وعنف ورسوم وضرائب وسولار وغيره.. إن مثل هذه الأزمات تضيف مزيدا من الدمار علي ثوب السياحة المصرية الذي يحاول أن يتخلص من أوجاعه وليس ذلك علي الله ببعيد خاصة ونحن مقبلون علي معارض دولية لتسويق السياحة المصرية وتحديدا أهم معرض دولي بورصة برلين في مارس المقبل. أعان الله قطاع السياحة المصرية علي مواجهة شركاء السياحة في العالم للحديث عن مستقبل أفضل في هذه المعارض عن السياحة المصرية.. بعيدا عن المظاهرات وعنف الشوارع واحداث الطرق وانفجار بالون الأقصر.. يارب!!!