هل مات أصحاب الثورة الحقيقيون وعلي وجه الخصوص هؤلاء الشباب الذين خرجوا يوم25 يناير2011 متسلحين بإرادة قوية استطاعت أن تحطم أسطورة النظام الذي لا يقهر. فقد اختفي الثوار في ظروف غامضة ليحل محلهم مجموعة من الوهميين الذين ركبوا قطار الفوضي السريع وصاروا يتحدثون باسم الثورة وكأنها كائن لقيط ليس له أصل بعد أن تاهت بين هؤلاء الآباء غير الشرعيين الذين يحمل عدد ليس قليل منهم لقب بلطجي أو مثير للشغب كما تطلق عليهم قناة25 يناير الفضائية. ولماذا لم نعد نري سوي تلك النوعية من المسئولين الذين تنقصهم الخبرة الكافية فاعتادوا علي الظهور أمام الكاميرات بابتساماتهم المزيفة التي يغلفون بها تصريحاتهم العجيبة حول موضوعات ليس لها وجود علي أرض الواقع, والأعجب من ذلك أنهم يعلمون جيدا أن كلامهم غير قابل للإقناع.. فهل أصيبت المحروسة ب العقم ولم تعد قادرة علي إنجاب مسئول يحترم نفسه ويحترم عقول المواطنين بل ويحترم الكرسي الذي يجلس عليه.. هذا الكرسي الذي ربما لم يكن يحلم من قبل أن يجلس عليه أو حتي يراه رأي العين. لقد ذكرتني تلك التساؤلات عن غياب الشخص المحترم وعن اختفاء حمرة الخجل بقصة حريق هائل شب في حمام للسيدات ولم يعد أمام المتواجدات بداخله سوي الخروج عاريات للنجاة بأرواحهن, ولكن من كن يتمتعن بالحياء والأدب واحترام أنفسهن خشين أن يري الناس أجسامهن عاريات ففضلن الموت حرقا وسط ذهول المتواجدين في الشارع فكانت هذه هي قصة المثل الشعبي اللي إختشوا ماتوا حيث لم ينج من النار سوي اللاتي خرجن أمام الجميع دون أن يشعرن بأي خجل. فهل أكون متجنيا علي أحد لو قلت أننا أصبحنا بالفعل نعيش في زمن اللي إختشوا ماتوا في ظل سقوط الأقنعة ورفع برقع الحياء عن الوجوه التي أصبح يرتكب أصحابها كل الأفعال الفاضحة وكأن العيون لا تراهم.