هانت علينا أنفسنا فهانت أمتنا علي كثير من الأمم, فالذي ينظر إلي صورة العرب بعد الثورات التي يسمونها كذبا ثورات الربيع العربي تصيبه الدهشة ويعتريه الهم والغم ويحيطه الحزن من كل جانب.. أمة متشرذمة, ومتخربة, يقتل بعضها بعضا مزجت الدين بالسياسة مزجا خاطئا ومتشددا, فأنتجت الفرقة والفتنة والتناحر مما جعل الأعداء يقولون عنا: بدأ الاسلام متماسكا يجتمع معتنقوه علي كلمة واحدة والآن أصبح الاسلام سببا للتشرذم وإشاعة الفوضي والتحزب, مما اخرجهم من دائرة الاسلام مصداقا لقول الحق سبحانه وتعالي إلي رسوله الكريم ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء صدق الله العظيم. فمن مصر إلي ليبيا ومن العراق إلي تونس واليمن مروا بالسودان. وأخيرا وليس آخرا أسد سوريا الذي كشر عن أنيابه وهو يزأر موجها بكل بلادة مدافعه ودباباته وصواريخه لقتل شعبه بدلا من ان يوجهها ناحية هضبة الجولان لتحريرها من الاحتلال الاسرائيلي! فما نفعله بأنفسنا يفوق ما كانت تحلم به اسرائيل طوال خمسة وستين عاما من الاحتلال, مغروسة كالشوكة في جسد الأمة العربية وبدلا من ان تتضافر مجهوداتنا وتتوافق سياستنا وننفق الغالي والنفيس في سبيل نزع هذه الشوكة من جسدنا اذا برعونتنا وتصرفاتنا الهوجاء نثبتها ونغرسها غرسا اكثر واكثر بكل جهل ولا مبالاة ليصدق فينا قول المتنبي يا أمة ضحكت من جهلها الامم وقول موشي ديان ساخرا أمة لاتقرأ واذا قرأت لاتفهم وإذا فهمت سرعان ما تنسي ولا تتذكر وحسبنا الله ونعم الوكيل. محاسب صلاح ترجم حلوان