نوح عليه السلام.. أول مترجم للبشرية تذكرت هذا وأنا اقف علي أعتاب الحرمين الشريفين.. واستمع إلي حوارات وأحاديث بكل اللغات.. وكيف ان سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام بعد ان طاف بالسفينة الربانية التي انقذه الله بها من الطوفان حول الكعبة وهي جمرة حمراء تحدد سكانها.. نزل وقومه يتحدثون ثمانين لغة.. وتفرقوا في الأرض أقواما أقواما ونزلوا حيث الأمر الرباني.. وكان نوح عليه السلام يترجم لهم جميعا.. وللمترجم الدولي المتميز إبراهيم السيد الخضري المستشار بالأمم المتحدة ترجمات عديدة حول اللغات البشرية في إصدارات. تندهش وأنت تقف علي أعتاب أبواب مكةالمكرمة والمدينة المنورة بالحبيب النبي صلي الله عليه وسلم وكتل بشرية بملايين الملايين يتحدثون بلغات ولهجات لا حصر لها.. ويندر ان تعرف مجموعة لغة الأخري.. ولكن.. سبحان الله يتفاهمون.. ويفهمون.. وله في ذلك حكم.. مظاهر وعادات كل الشعوب وطعام وتمرات الأرض والكون تجدها أمامك تلبية لدعوة ابينا إبراهيم خليل الله صلي الله عليه وسلم بانه يرزقهم من الثمرات.. التكدس رهيب الازدحام زحمة زحمة زحمة.. الأجساد تتلاصق والأيدي تطوح هنا وهناك.. ورغم هذا السماحة والود والألفة والمحبة تطغي علي كل شئ.. قلوب مؤمنة ومشاعر طيبة ونفوس جاهزة لحسن المعاملة.. هنا علي الأعتاب.. في أيام شهر رمضان.. شهر الوحدة والتوحيد والتجمع والتجميع.. الكل صف واحد.. وبروح إيمانية يتناولون الإفطار علي الأعتاب ويقيمون الصلاة.. وما أجملها صلاة القيام في صفوف متراصة ودعاء لأمة المسلمين.. بالوحدة ودرء الفتن وصرف الغمة عن الأمة.. تلك الفتن التي استشرت. اعتاب الحرمين.. تنادي أمة الحبيب النبي صلي الله عليه وسلم محمد بن عبدالله الصادق الوعد الأمين بالقول الحق والصدق في نبذ الخلافات والحفاظ علي ماء وجه المسلمين.. ان بلدان الاسلام مملوءة بالخيرات والثروات.. والعالم الاسلامي 2.1 مليار مسلم يمثلون بعلمائهم وخبرائهم قوة عظيمة لو اخلصنا في استثمارها. من عند أعتاب الحرمين الشريفين ادعو لمصر مع كل من قابلتهم من المسلمين بالخير.. الخير في الأمر كله.. عاجلة وآجلة.. يارب.