رغم احتضانها لشاطيء عجيبة إلا أن عجائب مطروح لا تقتصر علي الشاطيء فقط ولكنها محافظة تخفي اكثر مما تظهر من كنوز طبيعية وعبقرية جغرافية, الأمر الذي يدفعنا للمطالبة باعادة اكتشاف كنوزها العديدة وفي مقدمتها هذا النبات الذي ثبتت فعاليته في مواجهة امراض كثيرة مثل السرطان والتراكوما اضافة إلي تأثيره كمقو عام للجسم.. انه فطر الترفاس أو كما يطلق عليه في سيناء نبات الرعد أو بنت الرعد!! ويمكن القول أن الترفاس يمكن اعتباره فطر خارج المنافسة حيث ان ثمرته الصحراوية. تكاد تكون مجهولة تماما في بلادنا لأن لها سوق من نوع خاص جدا في مطروح ولا يقبل عليه إلا التجار والعرب نظرا لأن الترفاس يحظي برواج هائل في أسواق الخليج حيث يصل ثمن الكيلو جرام منه إلي300 ريال سعودي إلا أنه يعتبر من أفخم الوجبات واغلي الأطباق علي الاطلاق في المطاعم والفنادق الكبري في أوروبا وفي الدول العربية خاصة دول الخليج ويحرص ملوك وامراء العرب علي تناوله وتقديمه لضيوفهم كهدايا ثمينة!. والعجيب إن ثمرة الترفاس معروفة باسم الفقع في السعودية ودول الخليج كما يطلق عليها فطر الكمأة ولها بورصة في أوروبا والسعر عادة قد يصل إلي200 دولار للكيلو جرام! ولذا فإن سوق الترفاس في مطروح لا يدخلها المصريون كثيرا ويعتبر وجود العامة بداخلها نوعا من أنواع الفضول غير المرغوب فيه من التجار. يقول المهندس الزراعي محمود عبداللطيف الزيات ان ثمرة الترفاس الصحراوية هي نبات فطري يشبه البطاطس في الشكل والحجم وينمو في بادية مطروح علي الامطار الغزيرة التي تسقط في شهري أكتوبر ونوفمبر, ونظرا لقلة النباتات العائلة للترفاس مثل الارجة في صحراء مطروح فان البدو يقطعون مسافات طويلة تبلغ احيانا اكثر من مئات الكيلو مترات داخل الصحراء للبحث عن الترفاس وعادة ما يجدون كميات قليلة منه ولذا فإنه يباع بسعر يتراوح ما بين70 جنيها و140 للكيلو جرام في مطروح. ويضيف احد تجار الترفاس بمطروح انه بالرغم من سقوط امطار غزيرة هذا العام علي صحرائنا الغربية في اكتوبر ونوفمبر فان الانتاج يعد إنتاجا ضعيفا, ولذا فان التجار قد جلبوا الترفاس من ليبيا التي شهدت امطارا غزيرة في شهر اكتوبر ادت إلي ظهور الترفاس بكميات كبيرة. وقد اكد الراحل الدكتور حسن قطب الخولي الباحث الاول لمشروع الترفاس في ابحاثه التي قام باعدادها منذ أكثر من عشر سنوات ان هذا النبات الفطري يحتل مكان الصدارة علي قمة الاغذية الفاخرة بالعالم وهو معروف منذ فجر التاريخ فقد كان واحدا من أهم الأغذية لملوك الدولة الرومانية والاغريقية, ويعد حديث الرسول صلي الله عليه وسلم الذي قال فيه الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين من أهم الادلة علي أهمية الترفاس كغذاء ودواء للانسان. واضاف ان الترفاس له قدرة علي شفاء بعض امراض السرطان ويعتبر ماء الترفاس له تأثير ايجابي علي علاج مرض التراكوما والرمد الحبيبي حيث يمنع حدوث التليف الذي يؤدي الي حدوث المرض, وهذا ما أكده حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم والدراسات التي أجريت علي ماء الترفاس مما يجعله من الأغذية المتكاملة والمتوازنة في محتواها الغذائي, كما ان الترفاس به مركبات كيميائية تسمح بتكوين هرمونات الذكورة والأنوثة وهذا ما أكده تقرير طبي الماني حول تأثير الترفاس من ناحية العلاقات الزوجية, وفي فرنسا يستخدم الترفاس للمرضي في مرحلة النقاهة كمقو عام وفي علاج بعض الحالات النفسية, وهناك دراسات لتصنيع مركبات دوائية من الترفاس للاستفادة من فوائده الكثيرة للانسان, حيث يحتوي الترفاس علي6.4% من الدهون و17.91% من البروتين و59.77% كربوهيدرات والباقي ألياف وماء ويتفوق الترفاس المصري علي الأنواع الموجودة في الدول العربية بجودته وارتفاع نسبة البروتين والدهون والهرمونات مما يرفع قيمته الغذائية. وبالرغم من امكانية استزراع الترفاس في بعض الدول الاوروبية الا ان عمليات الاستزراع لا تتم بالشكل الذي يمكن القائمين بها من انتاج الترفاس بكميات كبيرة وعلي نطاق تجاري واسع حيث نجح الباحثون في استزراع الترفاس ولكن بطريقة غير بسيطة كما هو الحال في استزراع عيش الغراب او المشروم بل بطريقة معقدة. وقد كانت هناك محاولات لاستزراع الترفاس في مطروح ولكنها لم تنجح بالشكل الذي يجعلها تستمر وتعطي انتاجا يسمح بتداوله تجاريا او يحقق قدرا من العائد للمزارع.