أحمد بن عبد المجيد بن بلة, أول رئيس منتخب للجزائر 1963بعد الاستقلال عن الاحتلال الفرنسي عام1962, عرف عنه إيمانه بعروبة الجزائر ولذلك قام باستدعاء آلاف الأساتذة العرب للمساهمة في قطاع التعليم, كما كان مهووسا بالفكر الاشتراكي اليساري وكان متحمسا لبعض التجارب التي كانت سائدة في البلدان الاشتراكية. ولد في مدينة مغنية جنوبوهران عام1916, وشارك في الحرب العالمية الثانية, ولشجاعته نال وساما سلمه إياه الجنرال شارل ديجول, انتخب عام1963 كأول رئيس للجمهورية الجزائرية وظل في منصبه حتي عام1965 عندما أطاح به وزير دفاعه هواري بومدين في انقلاب تزعمه, وكان بن بلة يثق ثقة عمياء في بومدين لأنه هو من مهد له الطريق لاعتلاء السلطة في الجزائر, ولم يكن يتوقع أن يكون الانقلاب علي يد هواري بومدين الذي اعتبر أن بن بلة قد خرج عن خط الثورة الجزائرية واستأثر بالسلطة واتهمه بالديكتاتورية وكان يأخذ عليه احتكاره لتسعة مناصب حساسة في وقت واحد لذا فإنه لجأ إلي الانقلاب إنقاذا للثورة وحفاظا علي مكتسباتها علي حد زعمه, وظل بن بلة معتقلا طيلة حكم بومدين ولم تجد تدخلات جمال عبد الناصر في العفو عنه إلي أن أطلق الرئيس الشاذلي بن جديد سراحه عام1980 حيث غادر الجزائر وفي منفاه بسويسرا أنشأ الحركة الديمقراطية بالجزائر من أجل تعددية ديمقراطية في الجزائر, وعاد للبلاد لمساندة مسعي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في إحلال المصالحة والوئام الوطنيين حتي توفي هذا العام عن96 عاما. وكان بن بلة قد انضم في بداية تاريخه النضالي إلي الحركة الوطنية باشتراكه في حزب الشعب الجزائري وحركة انتصار الحريات الديمقراطية بعد تأثره بأحداث مايو1945 التي سقط خلالها45 ألف جزائري عندما طالبوا فرنسا بالوفاء بعهدها, وفي عام1950 ألقي القبض عليه وحكم عليه بالسجن سبع سنوات, لكنه هرب للقاهرة ليلحق برفاق الكفاح حسين آيت أحمد ومحمد خيضر حيث كونوا فيما بعد جبهة التحرير الوطني, قبض عليه مرة أخري سنة1965 وتم إيداعه أحد سجون فرنسا ليظل فيه حتي نالت الجزائر استقلالها ليعود هو ورفاقه إلي وطنهم المحرر.