في مصر الآن قصة فشل لم ترو بعد, ولم تستخلص العبر والدروس من دروب التردي والانهيار الذي نعيشه علي يد بطلها, فباتت تحتاج الي وقفة حازمة وحاسمة الآن, انها قصة الأمن المفقود والانضباط الغائب. فبعد عشرة أشهر علي الثورة المجيدة فشلت حكومة شرف المتخبطة المرتبكة, تلك التي أصبحت عنوانا للرداءة والتراجع في جميع مناحي الحياة حاليا, وأولها بالطبع العجز عن وقف شلال الانفلات والضياع الأمني الناجم عن تزايد أعمال الخطف والسرقات والاغتصاب والترويع من قبل جيوش البلطجة والشبيحة, وفرق اللصوص الجوالة وجماعات الفوضي والفتن المنفلتة من كل عقال. الآن انتهي زمن اعطاء الفرص والوقت المفتوح بلا نهايات, وجاء وقت الحساب والمكاشفة الصريحة مع النفس ومع الوطن, بعد أن طفح الكيل واتسع الخرق علي الراتق, وبات الجميع لم يعد يأمن علي يومه وغده وأسرته وعائلته واملاكه وحتي شارعه, هل يعقل أن يتحول البلد بكامله الي ميدان رماية ومنصة اطلاق يوميا للفوضي وقطع الطرقات وحرب المدن والقري وضرب وحرق مؤسسات الدولة, بدليل ما يحدث في مدن وقري الصعيد والدلتا حاليا, صورة وفواجع الخراب الأمني وفصوله البائسة التي تسطر كل ساعة علي يد هؤلاء المخربين البلطجية باتت أبلغ وأنبأ من الكلام. أكبر أكذوبة يعيشها المصريون الآن, أن هناك وزارة للأمن وهناك وزيرا للداخلية.. فهذا رجل ضعيف صاحب قبضة رخوة تفوق علي نظام المخلوع الذي كان وصفة للفساد والافساد فأصبح العيسوي بحق عنوانا للفشل وخيبة الأمل في حكومة عصام شرف. شهور طويلة حتي الآن ولم يستطع وزير الداخلية أو حكومة بأكملها من جهابذة الهواة والتنظير والخداع معالجة أزمة الثقة بين الشعب والداخلية التي كان من المفترض أن تكون أولي الأولويات بعد سقوط النظام البائس, لكن بسبب ضعف وتراجع شكيمة الوزير وعدم امتلاكه رؤية وخطابا أمنيا ذلك النائم في لاظوغلي منذ ثمانية أشهر يحرك اتباع وأنصار الوزير المخادع حبيب العادلي انفرط عقد الأمن في هذا البلد بتلك الصورة المأساوية التي نراها ونعيشها كل يوم. وكيف سيكون والحال هكذا إجراء انتخابات تشريعية خلال أيام ومن بعدها رئاسية؟ وما أدراك ما الانتخابات في مصر وما يحدث فيها من فوضي وفتن عديدة وخروج كامل عن القانون, فمن سيملأ هذا الفراغ الأمني.. أشك مثل غيري من ملايين المصريين أن يستطيع وزير الداخلية الحالي هذا الرجل الذي بلغ من العمر عتيا أن ينجح في إعادة وتصحيح مسار المنظومة الأمنية الخربة في مصر, فهو رجل أغلق عينيه وصم أذنيه عن مجريات الحوادث والفواجع علي أرض الواقع في مقابل قادة المجلس العسكري الذين لا يطالعون صفحات الحوادث في الصحف السيارة ليقرأوا ويعلموا العجب, وما يحدث في البلاد من انفلات وانحدار أمني بدليل رغبتهما في استمرار واتباع نفس ثقافة العناد التي كان يتبعها نظام المخلوع بالابقاء علي الوزراء الفاشلين نكاية وعناد ا لشعبه, حتي كان سقوطه نتاج هذا الفساد والفشل, فدفع الثمن, وفضح ونكل به وبتاريخه. فيا قادة المجلس العسكري, آخر العلاج الكي, لذا حان الوقت لعزل واقالة هذا الوزير الآن وليس غدا, فمصر تستحق وزيرا أفضل وأقوي وصاحب قبضة أمنية وشكيمة عالية يأمر رجاله بالعودة الي العمل, ومن يرفض يلزمه بيته, وزير ديناميكي يجوب محافظات ونجوع مصر علي مدي الساعة, رجل يمنع ويوقف اهانات وعذابات الأسر والعائلات يوميا من جراء تراجع الأمن وبطش جحافل اللصوص وفرق الشبيحة والبلطجية. فالدولة تضيع والوطن يحترق والقادم أسوأ والنار تحت الرماد, وصبر المصريين ينفد, فهل يتحرك المجلس العسكري ويقيل حكومة الفشل هذه ويبحث عن الوزير الأسطورة.. فهل نصدق أنه لا يوجد من بين 85 مليون مصري شخصا واحدا يصلح للداخلية وهذه المهمة من أجل بلد ينتحر حاليا.. المزيد من أعمدة أشرف العشري