قبل ساعات من افتتاح قمة دول آسيا والمحيط الهاديء أبيك في هونولولو, توصلت دول آسيا والمحيط الهاديء إلي اتفاق وصف بالتاريخي لإنشاء منطقة للتبادل الحر بين10 دول يمكن أن تصبح الأكبر في العالم وأكبر من الاتحاد الأوروبي بنسبة 40%. في الوقت الذي شهدت فيه القمة خلافات شديدة بين واشنطنوبكين من ناحية وتقاربا بين أمريكا وروسيا من جهة أخري. وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن التوصل إلي اتفاق للتجارة الحرة عبر المنطقة بمشاركة9 دول وهي الولاياتالمتحدة وأستراليا ونيوزيلندا وماليزيا وبروناي وسنغافورة وفيتنام وشيلي وبيرو, مشيرا إلي أن قادة الشراكة وجهوا فرقهم لوضع الصيغة النهائية لهذا الاتفاق في العام المقبل. وفي كلمته أمام قادة أيبك, رحب أوباما بجميع القادة المشاركين ووزراء التجارة في هاواي, وقال إن الولاياتالمتحدة ترسل من خلال اجتماعهم في هاواي رسالة واضحة وهي نحن أمة المحيط الهادئ, ونشعر بعمق بالتزامنا بتشكيل مستقبل أمن وازدهار منطقة المحيط الهادئ, المنطقة الأسرع نموا في العالم. وأضاف:إنني أواصل مع شركائي مساعي التوصل إلي اتفاق تجارة جديد طموح جدا باسم الشراكة عبر المحيط الهادئ. وأوضح أوباما أن اتفاق شراكة المحيط الهادئ سيعزز اقتصادات الشراكة ويحد من الحواجز أمام التجارة والاستثمار ويعزز الصادرات ويخلق المزيد من الوظائف لشعوب دول الشراكة.وقال إن شراكة المحيط الهادئ ستساعد أيضا علي تحقيق هدفه الخاص بمضاعفة صادرات الولاياتالمتحدة بما يدعم ملايين فرص العمل للأمريكيين, جنبا إلي جنب مع اتفاقات التجارة مع كوريا الجنوبية وبنما وكولومبيا.ولفت إلي أن هذه الاقتصادات الثماني معا ستكون خامس أكبر شريك تجاري لأمريكا, مشيرا إلي أن الولاياتالمتحدة تحقق معهم أكثر من200 مليار دولار من المعاملات التجارية سنويا. وحول أزمة الديون السيادية الأوروبية, قال أوباما خلال رحلته لآسيا والمحيط الهادئ التي تستغرق تسعة أيام إنه إذا أمكن احتواء مشكلات أوروبا, فإن منطقة آسيا والمحيط الهادئ, بما تتمتع به من نصف التجارة العالمية والناتج المحلي الإجمالي, يمكن أن تكون محركا استثنائيا للنمو من خلال التحرك نحو زيادة خفض الحواجز التجارية والاستثمارية. وأكد الرئيس الأمريكي أنه يري علامات إيجابية في جهود أوروبا لمعالجة أزمة ديونها مع تركيز الزعماء ليس فقط علي اليونان وإنما علي المشكلات التي تؤثر علي منطقة اليورو بشكل أوسع. وأضاف أن مشكلات ايطاليا لا يمكن معالجتها بين عشية وضحاها ولكن من المهم أن تقف أوروبا وراء اعضائها في منطقة اليورو. وخلال اجتماعه مع الرئيس الصيني هوجينتاو علي هامش أبيك, حذر أوباما من أن صبر الأمريكيين ينفد وأنهم محبطون منالسياسات الاقتصادية لبكين. وشدد علي أن بكين يجب أن تلعب وفقا لقواعد اللعبة التجارة العالمية. وقال إن الصين في حاجة إلي معالجة قضايا رئيسية تشمل حماية الملكية واتخاذ مزيد من الخطوات للسماح للعملة الصينية بأن يتم تقييمها بقيمتها الحقيقية. ومن جانبه, أعرب الرئيس الصيني عن تطلعه إلي إجراء مناقشة مستفيضة ومعمقة مع الرئيس أوباما حول العلاقات الصينية-الأمريكية, وكذلك القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وشهدت الاحتماعات التي سبقت القمة تقاربا أمريكيا روسيا, حيث قال الرئيس الأمريكي إن دخول موسكو المرتقب إلي منظمة التجارة العالمية يعني بالنسبة له بداية التشاور مع الكونجرس لإنهاء القيود المفروضة علي موسكو منذ الحرب الباردة. وتعهد أوباما برفع تعديل جاكسون- فانيك الذي يقيد الامتيازات التجارية للدول التي تشهد عدم احترام حقوق الإنسان. بينما أعلن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف التزام بلاده بالنهج المتبع في عمل منظمة أبيك, وذلك بعد تسلمها الرئاسة الدورية لتلك المنظمة العام المقبل. وخلال إجتماعه مع رئيس الوزراء الياباني, أشاد الرئيس الأمريكي بجرأة يوشيهيكو نودا الذي تحمل المخاطر السياسية بانضمامه إلي الاتفاق. بينما أكد نودا أن ما شجعه علي ذلك رغم المعارضة الداخلية الشرسة زيادة الحضور الأمريكي في المنطقة. ومن جانبه, أعرب الرئيس الاندونيسي سوسيلو بابمانج يوديونو عن أمل بلاده في أن تزيد الولاياتالمتحدة من مشاركتها في التعاون مع بلدان آسيا والمحيط الهادئ. وفي غضون ذلك, قام مئات الأشخاص المناهضين للرأسمالية بالتظاهر محاولين اقتحام الفنادق الكبري التي تعقد فيها قمة أبيك لكن الشرطة منعتهم. ومن ميلانو- كتبت هند السيد هاني: بدأ الرئيس الإيطالي جورج نابوليتانو أمس مشاوراته لتشكيل حكومة انتقالية خلفا لحكومة رئيس الوزراء المستقيل سيلفيو برلسكوني. ومن المنتظر أن تكون الحكومة الانتقالية الجديدة حكومة تكنوقراط, ويحرص الرئيس الإيطالي علي تشكيل هذه الحكومة بأسرع ما يمكن لإنهاء حالة التوتر السياسي في البلاد وعدم تصعيد أزمة الديون التي تعصف بإيطاليا.