الرئيس الاميركي باراك اوباما وزوجته ميشال يستقبلان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف (وسط) لدى وصوله الى حفل العشاء الذي اقيم لقادة منطقة اسيا والمحيط الهادئ اثناء قمة ابيك في هونولولو في 12 نوفمبر 2011
اطلقت دول آسيا المحيط الهادىء في قمة في هاواي السبت مشروع منطقة للتبادل الحر بين عشر دول يمكن ان تصبح الاكبر في العالم، متقدمة بفارق كبير على الاتحاد الاوروبي.
واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال القمة في مسقط رأسه ان عشر دول مطلة على المحيط الهادئ توصلت الى "الخطوط العريضة لاتفاق" ينص على انشاء هذه "الشراكة عبر المحيط الهادىء". وجاء اعلان اوباما خلال قمة مع الدول المشاركة في المشروع اي استراليا وبروناي وتشيلي وماليزيا ونيوزيلندا والبيرو وسنغافورة وفيتنام واليابان ثالث اقتصاد عالمي، التي اعلنت انضمامها الى المشروع الجمعة.
وقال الرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا بحماس "ستكون اكبر منطقة للتبادل الحر في العالم". وتشكل الدول العشر الممثلة في اتفاق الشراكة هذا مجتمعة 35 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي العالمي اي اكثر من الاتحاد الاوروبي الذي يعد اليوم اكبر منطقة للتبادل الحر في العالم ولا يمثل اكثر من 26 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي العالمي. وقال الرئيس الاميركي "بحوالى 500 مليون مستهلك يمكننا ان نفعل الكثير معا"، مؤكدا انه يرى في منطقة المحيط الهادىء محرك النمو العالمي بينما تواجه اوروبا ازمة الدين.
وبدأت الولاياتالمتحدة في 2008 مفاوضات لاقامة هذه المنطقة التجارية الحرة التي ستؤدي الى الغاء الرسوم الجمركية وازالة كل الحواجز الجمركية بين الدول الاعضاء. ويفترض ان يجري الشركاء في هذا المشروع مفاوضات حول اتفاقات تتعلق بالقواعد الاجتماعية والبيئية. وقال الرئيس الاميركي ان "الهدف هو التوصل العام المقبل الى نص قانوني لاتفاق كامل". واضاف انه "لا تزال هناك بعض التفاصيل بحاجة للتسوية، ولكن املنا كبير باننا سننجح في فعل ذلك".
ويأتي هذا الاعلان في اليوم الاول من قمة الدول ال21 الاعضاء في المنتدى الاقتصادي لآسيا المحيط الهادئ (آبيك) المنعقدة في هاواي. ويقصي مشروع منطقة التبادل التجاري الحر هذا 11 دولة عضوا في ابيك بينها دول ذات اقتصادات قوية جدا مثل كندا وكوريا الجنوبية وخصوصا الصين ثاني اكبر اقتصاد في العالم. لكن المشاركين في المشروع اكدوا انه مفتوح لانضمام كل الدول الواقعة في حزام المحيط الهادىء.
وانتقدت بكين بعض الشروط الواردة في مشروع منطقة التبادل التجاري الحر هذه، ولا سيما تلك المتعلقة باحترام معايير اجتماعية او بيئية. وكتبت الصحيفة الصينية غلوبال تايمز ان الصين ترفض ربط الولاياتالمتحدة بين التبادل الحر وحقوق الانسان في اطار مشروع الشراكة بين دول المحيط الهادىء، مقللة من اهمية هذا الاتفاق بدون مشاركة بكين. وعنونت الصحيفة المعروفة بمواقفها القومية على الصعيد الدبلوماسي ان "هيمنة الولاياتالمتحدة على اتفاق شراكة المحيط الهادىء يمنع نموه الطبيعي".
وانتقدت بكين بعض الشروط الواردة في مشروع منطقة التبادل التجاري الحر هذه، ولا سيما تلك المتعلقة باحترام معايير اجتماعية او بيئية. وكتبت الصحيفة الصينية غلوبال تايمز ان الصين ترفض ربط الولاياتالمتحدة بين التبادل الحر وحقوق الانسان في اطار مشروع الشراكة بين دول المحيط الهادىء، مقللة من اهمية هذا الاتفاق بدون مشاركة بكين. وعنونت الصحيفة المعروفة بمواقفها القومية على الصعيد الدبلوماسي ان "هيمنة الولاياتالمتحدة على اتفاق شراكة المحيط الهادىء يمنع نموه الطبيعي".
واضافت ان "تصريحات كلينتون خصوصا غذت التكهنات حول محاولة واشنطن احتواء الصين عبر اتفاقية الشراكة في المحيط الهادىء". واكدت الصحيفة ان "اي تعاون آسيوي في غياب بكين لن يكون له وزن كبير"، مؤكدة ان "الصين لا تنقصها القنوات للتعاون على المستوى الاقليمي".
الا ان الرئيس الصيني هو جنتاو صرح امام قادة دول المنطقة ان بكين "تدعم الجهود الهادفة الى اقامة منطقة للتبادل الحر (...) بما في ذلك الشراكة عبر المحيط الهادىء"، بدون ان يوضح ما اذا كانت الصين ستنضم اليها.
وبدأت قمة منتدى آسيا المحيط الهادىء مساء السبت بعشاء لقادة الدول ال21 اقامه الرئيس اوباما في الجزيرة التي ولد فيها. وقام حوالى 400 متظاهر معارضين للرأسمالية او يؤيدون استقلال هاواي السبت بمسيرة في هونولولو. وقالت ليز ريس الناشطة في حركة "العالم لا يستطيع الانتظار" بمكبر للصوت ان "القادة المدعوين الى القمة لا يقفون في صف شعوب العالم". وحاول المتظاهرون الوصول الى الفنادق الكبرى التي تعقد فيها الاجتماعات لكن الشرطة منعتهم من الاقتراب.
وخلال لقاء مع رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا، اشاد اوباما "بجرأة" محادثه الذي جازف سياسيا باعلان انضمام بلاده الى الشراكة عبر المحيط الهادىء على الرغم من معارضة المزارعين اليابانيين.
وحول الازمة في اوروبا قال اوباما انه "يشعر بالارتياح لان القادة الاوروبيين يأخذون على محمل الجد ضرورة تسوية الازمة اليونانية وكذلك ازمة اليورو بشكل عام".