وسط حالة من الهدوء الحذر بعد ثلاثة أيام من تبادل إطلاق النيران والرشق بالحجارة بين قريتي أولاد يحيي التي تنتمي لقبيلة الهوارة وأولاد خليفة التي تنتمي للعرب والفلاحين نتيجة خلاف بين شابين علي لعب الكوتشينة, بدأت لجان المصالحات بمحافظة سوهاج عملها بالإضافة لمجموعة من هوارة دشنا في تقريب وجهات النظر بين الطرفين ونبذ فكرة العنف والانتقام حقنا للدماء وتغليب مصلحة الوطن العليا نظرا للظروف التي تمر بها البلاد تمهيدا لعقد صلح نهائي بين القريتين. كما قام السيد وضاح الحمزاوي محافظ سوهاج واللواء عبد العزيز النحاس مدير الأمن بزيارة القريتين وعقد لقاءات تمهيدية معهما لإتمام الصلح بينهما. ونفي مصدر مسئول ماتردد عن حظر التجوال بقريتي أولاد يحيي وأولاد خليفة علي خلفية الأحداث الدامية التي شهدتها القريتان يوم عيد الأضحي وثاني وثالث أيام العيد ونتج عنها مقتل طالبين من القرية الثانية بالإضافة إلي 9 مصابين و10 مصابين من القرية الأولي وإصابة 6 من رجال الشرطة منهم ضابطان و4 أفراد شرطة. وبدأت نيابتا جنوبسوهاج الكلية ومركز دار السلام بإشراف المستشار محمد السفري المحامي العام لنيابات جنوبسوهاج تحقيقاتها في الأحداث, وصرح المستشار خميس عيد رئيس نيابة جنوبسوهاج الكلية بدفن جثتي الطالبين بعد تشريحهما لبيان سبب الوفاة والبدء في الاستماع لأقوال أهلية المجني عليهما والمصابين وطلب تحريات المباحث حول ظروف ملابسات الأحداث وضبط المتهمين والأسلحة المستخدمة وقرر محمد عنتر مدير نيابة مركز دار السلام تشكيل لجنة فنية لمعاينة مستشفي دار السلام المركزي وبيان التلفيات التي حدثت بها من تهشيم لبعض الألواح الزجاجية وتلف بعض الأجهزة الطبية وتولي التحقيق. وكان آخر بلاغ تلقاه اللواء عبد العزيز النحاس مدير أمن سوهاج بشأن الأحداث الدامية التي وقعت بين القريتين من المدعو مصطفي عابدين (35 سنة) من أولاد خليفة باكتشافه سرقة حوش ملكه والاستيلاء علي 13 رأس ماشية وإشعال النيران فيه وتم إخماده بمعرفة الأهالي وتبين أن الحوش مساحته 10*20 مترا واحتراق كمية من الغلال داخله ولم ينتج عنه ثمة إصابات أو وفيات وبسؤال مالك الحوش المذكور اتهم5 أشخاص من أولاد يحيي بالسرقة وإشعال النيران من بينهم عضو مجلس شعب سابق ثم تلا ذلك تجدد الاشتباكات وإطلاق أعيرة نارية بين أهالي القريتين مرة أخري مما نتج عنه إصابة4 أشخاص من قرية أولاد يحيي ليرتفع عدد مصابيها إلي 10 مصابين ومصرع حسام إبراهيم أبو ستة (15 سنة) وأحمد الديب الملاح (19 سنة) طالبين متأثرين بإصابتهما بطلقات نارية بالصدر وإصابة اثنين آخرين من قرية أولاد خليفة ليرتفع عدد مصابيها إلي 9 مصابين. وفي وقت لاحق قام بعض أهالي قرية أولاد يحيي بإشعال النيران بكميات من البوص الزراعية بأولاد خليفة وحال محاولة سيارة الإطفاء رقم 353 محافظة سوهاج قيادة الشرطي عمران خلف (24 سنة) من قوة الحماية المدنية التدخل لإخماد النيران أعترض بعض أهالي أولاد يحيي السيارة والتعدي عليه وإصابته بكسر بالذراع اليسري وإحداث تلفيات بالسيارة عبارة عن كسر الزجاج الأمامي وتهشم بالجانب الأيمن والأيسر وأثناء نقل مصابين لمستشفي دار السلام المركزي حدثت اشتباكات بين بعض أهالي القريتين داخل المستشفي نتج عنها حدوث تهشيم بعض الألواح الزجاجية وتلف بعض الأجهزة الطبية مما دفع مدير المستشفي القيام بغلقها خشية تفاقم الأوضاع داخلها وتبين حدوث بعض التلفيات بسيارات الشرطة الموجودة بالمكان نتيجة القاء الطوب والحجارة عليها وتم تكليف ادارة البحث الجنائي بالتنسيق مع فرع الأمن العام بالتحري عن الواقعة وضبط المتهمين والأسلحة المستخدمة وإخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيق. وعقب ذلك تدخلت القوات المسلحة مساء أمس الأول لوقف تبادل إطلاق النار بين القريتين وعودة الهدوء بينهما لتبدأ لجان المصالحات عملها في حل النزاع والتوصل لحلول جذرية وسريعة للسيطرة علي تلك الأحداث وإنهائها. وعلم الأهرام أن السبب الرئيسي للخلاف بين قريتي أولاد يحيي وأولاد خليفة والذي يؤدي إلي مشاجرات بينهما خاصة في الأعياد أشتراكهما في مدافن واحدة بالقرية الأولي أسفل الجبل الشرقي لمركز دار السلام ورغبة الهوارة دفن موتي العرب والفلاحين في مدافن أخري بعيدا عن مدافنهم.