تواصلت الاضرابات والاعتصامات والاحتجاجات الفئوية كل يوم حتي زادت حدتها إلي مستويات غير مقبولة وليست معقولة فأصبحت الآن خطرا مستمرا يهدد أمن وسلامة الوطن والمواطنين. لم يقتصر هذا الخطر وانعكاساته السلبية علي المصريين بل تجاوز كل الحدود ليمس سلامة الأجانب الوافدين إلي مصر للسياحة لرؤية اثارها التاريخية الفريدة والاستمتاع بشمسها الدافئة وهم يدركون حسن استقبال المصريين لهم وحفاوتهم بهم وكرم اخلاقهم وهم اصحاب الحضارة والتاريخ العريق خاصة ابناء الصعيد المشهود لهم بالشهامة, ولذلك كانت مفاجأة صعبة علي كل مصري غيور علي وطنه ان يقوم اصحاب المحلات والبازارات السياحية بكوم امبو يوم الاربعاء الماضي باحتجاز مايقرب من2000 سائح من جنسيات مختلفة, اغلبهم يحملون الجنسية الايطالية ومنعهم من النزول من المراكب السياحية التي اقلتهم لزيارة معبد كوم امبو باسوان, والسبب آن السادة اصحاب المحلات والبازارات السياحية تمخضت افكارهم عن حل غريب عن قيم وتقاليد واخلاق الشعب المصري للضغط علي الحكومة والشرطة في الازمة التي نشبت بينهم من جهة والمجلس المحلي للمدينة وشرطة السياحة من جهة أخري, بسبب مطالبتهم اصحاب بعض المحلات بتوحيد الوان بازاراتهم ونقل البعض الآخر من المحلات بعيدا عن معبد كوم امبو, ويكون الحل هو احتجاز السائحين واغلاق بوابة المعبد لحسم الازمة لصالحهم بدلا من الحوار الهادئ وتبادل وجهات النظر بين طرفي الازمة وبمشاركة مسئولين من وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة والمجلس الأعلي للآثار ومحافظة اسوان للتوصل إلي حل مناسب للجميع بعيدا عن الممارسات غير المشروعة والتي تتعارض مع قيم واخلاق وحضارة المصريين, لنفاجأ بهذه الممارسات غير المشروعة وغير الاخلاقية للتعبير عن الرأي والتي لم ولن تحدث في اي دولة بالعالم, وبالتأكيد فان الصورة الذهنية عند السائحين المحتجزين واسرهم واصدقائهم وزملائهم ووسائل اعلامهم بعد عودتهم لبلادهم ستكون سيئة ومهينة عن مصر والمصريين وتتحول إلي أكبر دعاية سيئة ضد السياحة المصرية لصالح دول مجاورة ومنافسة لمصر سياحيا وهي اقل منا حضارة واثارا وتاريخا, اصحاب هذه الممارسات الشاذة والغريبة عن مجتمعنا يخربون بيوتهم بأيديهم. فالتعبير عن الرأي والاحتجاج من الحقوق المشروعة ولكن باسلوب حضاري لايضير الآخرين ولايسيء لسمعة مصر وتاريخها وحضارتها العريقة. المزيد من أعمدة عادل إبراهيم