كشفت صحيفة' نيويورك تايمز' الأمريكية أمس أن إدارة أوباما تخطط لتعزيز الوجود العسكري الامريكي في الخليج العربي بعد ا نسحاب القوات الباقية من العراق هذا العام. ونقلت الصحيفة عن مسئولين ودبلوماسيين أن عملية التعزيز سوف تشمل اعادة تمركز بنشر قوات قتالية جديدة في الكويت تكون قادرة علي الاستجابة لانهيار الأمن في العراق أو الدخول في مواجهة عسكرية مع ايران. وقالت الصحيفة ان تلك الخطط, قيد المناقشة لعدة أشهر, وقد اكتسبت طابعا ملحا جديدا بعد إعلان الرئيس أوباما هذا الشهر عن عودة آخر الجنود الأمريكيين من العراق بحلول نهاية ديسمبر المقبل وهو ما يعني انهاء الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات, لكن الضباط العسكريين والدبلوماسيين الأمريكيين يشعرون بالقلق من أن الانسحاب قد يؤدي إلي حالة من عدم الاستقرار أو ما هو أسوأ في أعقابه. وقالت الصحيفة أن هناك مفاوضات بشأن الحفاظ علي وجود قوات مقاتلة برية في الكويت, فيما تدرس الولاياتالمتحدة ارسال عدد أكبر من السفن الحربية التابعة للبحرية للمياه الدولية في المنطقة.وتضيف الصحيفة أنه بالنظر للتهديد من جانب إيران, فإن الإدارة تسعي أيضا لتوسيع العلاقات العسكرية مع الدول الست في مجلس التعاون الخليجي وهم السعودية والكويت والبحرين وقطر والامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان. في الوقت الذي تمتلك فيه الولاياتالمتحدة علاقات عسكرية ثنائية وثيقة مع كل دولة علي حدة, فإن الادارة والجيش الأمريكي يحاولان تعزيز' البنية الأمنية' الجديدة في منطقة الخليج والتي من شأنها أن تدمج الدوريات الجوية والبحرية والدفاع الصاروخي معا. وكشفت الصحيفة ان حجم القوة القتالية الامريكية التي ستكون علي أهبة الاستعداد ومقرها الكويت لا تزال تخضع للمفاوضات, حيث ينتظر حسم تلك النقطة في الأيام القليلة المقبلة. ومن جانبهم, رفض ضباط في مقر القيادة المركزية مناقشة تفاصيل المقترحات, ولكن تشير التوقعات الي انه كان من الممكن إدراج خطط نشر ناجحة من العقود الماضية في خطط جديدة لمرحلة ما بعد العراق في المنطقة. وقالت الصحيفة ان الجزء الآخر من التخطيط في مرحلة ما بعد الادارة في العراق ينطوي علي دور لمجلس التعاون الخليجي والذي يسعي بصورة متزايدة إلي ممارسة نفوذ دبلوماسي وعسكري في المنطقة وخارجها. فقد أرسلت قطر والامارات العربية المتحدة, علي سبيل المثال, طائرات مقاتلة الي منطقة البحر الأبيض المتوسط كجزء من تدخل حلف شمال الاطلنطي بقيادة الولاياتالمتحدة في ليبيا, في حين أن البحرين والامارات العربية المتحدة لهما قوات في افغانستان.وفي الوقت نفسه, أرسل المجلس قوة برية معظمها من السعودية إلي البحرين لدعم الحكومة في قمع تظاهرات هذا العام, بالرغم من الانتقادات الدولية. وقد كشفت الصحيفة عن اقتراح الادارة الأمريكية بإقامة تحالف أمني أقوي ومتعدد الأطراف بين الدول الست والولاياتالمتحدة في جلسة غير عادية مشتركة مع دول المجلس علي هامش اجتماعات الأممالمتحدة في نيويورك الشهر الماضي. وقالت الصحيفة أن هذا الاقتراح لا يزال يتطلب موافقة المجلس الذي سيجتمع زعماءه مجددا في ديسمبر المقبل بالعاصمة السعودية حيث تري الإدارة أنه نوع من التعاون المتعدد الأطراف يجب أن يتغلب علي التنافس بين الدول الست.