وسط خلافات حادة بين برلين وباريس وضغوط علي روما لتجنب النموذج اليوناني, بدأت قمة الاتحاد الأوربي الطارئة في بروكسل أمس في محاولة لتبني إجراءات حاسمة لأسوأ أزمة ديون في تاريخ أوروبا, في الوقت الذي استبعدت فيه ألمانيا التوصل إلي قرارات. وفي كلمته, دعا جورج باباندريو رئيس الوزراء اليوناني قادة الاتحاد الأوروبي إلي التحرك بصرامة وفاعلية من أجل احتواء الأزمة التي تهدد قارتهم وتمتد آثارها إلي أبعد من ذلك. وقبيل انعقاد قمة بعد غد للتوصل إلي خطة إعادة رسملة البنوك ووضع تفاصيل الخطة الجديدة لإنقاذ اليونان, أشار باباندريو إلي أن الأزمة ليست يونانية بل أوروبية, وأنه آن الأوان لاتخاذ قرارات حاسمة. وأضاف أن أثينا تثبت يوما بعد يوم أنها تتخذ القرارات من أجل ضبط اقتصادها. في حين قالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل: إنه لا ينبغي لأحد أن يتوقع صدور قرارات في قمة منطقة اليورو. وأوضحت أن الأوروبيين يحضرون لقرارات بعد غد الأربعاء, مشيرة إلي أن الأمر يتعلق من الناحية الفنية بعملية معقدة في بعض أجزائها منهاعلي سبيل المثال الطريقة التي ستعمل بها مظلة إنقاذ اليورو( إي إف إس إف). من جانبه أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن دول منطقة اليورو تقترب من التوصل إلي حل لأزمة الديون قبل القمة. وقال علي هامش اجتماع مع المستشارة الألمانية وكبار مسئولي الاتحاد الأوروبي هناك تقدم.وأضاف أنه يجب التوصل إلي حل بحلول بعد غد الأربعاء, مشددا علي أنه يجب أن يتم حل الأزمة المالية. وفي غضون ذلك, كشفت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية عن أن أزمة اليورو تسببت في توتر العلاقات بين قادة أوروبا, وأن وزراء مالية الاتحاد الأوروبي عانوا خلال اجتماعهم أمس الأول من أسوأ توتر في العلاقات الفرنسية الألمانية منذ20 عاما. وأوضحت الصحيفة أن وزير المالية الهولندي حذر من ضياع أموال خطة الإنقاذ التي بلغت440 مليار يورو.وفي سياق متصل, عقد سيلفيو بيرلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي لقاء مع قيادات الاتحاد الأوروبي. وذكرت مصادر دبلوماسية أن بيرلسكوني أكد خلال لقائه مع هيرمان فان رومبي رئيس الاتحاد الأوروبي وجوزيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية اعتزام بلاده إجراء إصلاح فعلي لميزانيتها. وتطرقت محادثات بيرلسكوني مع المسئولين الأوروبيين إلي الخلاف حول استمرار عضوية الإيطالي لورنزو بيني سماجي لمجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي. وقالت وزيرة المالية النمساوية ماريا فيكتر إن اليونان تواجه المزيد من الألم وستقدم تضحيات مؤلمة, رافضة السندات الأوروبية كحل لأمة اليورو. وفي بيان صحفي صدر بعد اجتماع دام عشر ساعات في بروكسل, اكتفي الوزراء بالقول إنهم تبادلوا وجهات النظر حول إعادة رسملة البنوك وأن النتائج التي خلصوا إليها ستقدم لقادة الاتحاد الأوروبي خلال القمة.وقال دبلوماسيون إن الوزراء أيدوا خطة طرحتها الهيئة الاوروبية للرقابة علي البنوك تشترط علي البنوك أن تبقي علي نسبة9% من حساب كفاية رأس المال الأساسي( الاموال الموجودة بخزائن البنك لتغطية كافة المخاطر والاقراض والتعاملات المالية الاخري) وهو مقياس لاحتساب ثروة البنك. وقالت الهيئة إن حزمة إعادة الرسملة الناجمة ستبلغ نحو100 مليار يورو. وأصر مسئولو الاتحاد الأوروبي علي أن تتحمل الحكومات والقطاع الخاص التكلفة-وعدم اللجوء لصندوق الانقاذ الأوروبي إلا كملاذ أخير. وتعد إعادة رسملة البنوك واحدة من خمس طرق تشملها خارطة طريق اقترحتها المفوضية الأوروبية للتعامل مع الأزمة, بالإضافة إلي توسيع سلطات صندوق إنقاذ منطقة اليورو,والمزيد من تخفيف عبء الديون عن كاهل اليونان وتحفيز النمو وفرض قواعد أكثر صرامة وتنسيقا علي الميزانيات. وفي نيويورك,تظاهر حوالي500 شخص بينهم ناشطون من حركة احتلوا وول ستريتضد ما وصفوه بوحشية الشرطة. مشيرين كما كتب علي إحدي اللافتات أن الشرطة تدافع عن الواحد بالمائة وهتف المتظاهرون كم طفلا قتلتم اليوم؟, مرددين أحد شعارات حرب فيتنام. وفي سيدني,شهدت المدينة نهاية عنيفة لحركة احتلوا سيدني حيث فضت الشرطة الحركة الاحتجاجية في عملية أمنية أدت لاعتقال العشرات.وقالت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز إنها اعتقلت40 شخصا في سيدني. ومن المتوقع توجيه اتهامات لبعض المتظاهرين بارتكاب جرائم والاعتداء علي الشرطة.