في محاولة جديدة لإيجاد مخرج للأزمة المالية الطاحنة في اليونان, يعقد قادة دول منطقة اليورواليوم قمة استثنائية في بروكسل, لبحث و مناقشة سبل مواجهة أزمة الديون و تحقيق الاستقرار المالي في منطقة اليورو و مساعدة اليونان. و تأتي هذه القمة لتحدد مصير اليونانتمهيدالمنحها قرض آخر لحماية نظامها المالي حتي منتصف عام2014 علي الأقل, وبحث إشراك المصارف والمؤسسات الخاصة في خطة منح القروض و استعدادا للقمة, وضع مسئولون في منطقة اليورو- من خلال مؤتمر عبر الهاتف- ثلاثة خيارات أساسية لإشراك القطاع الخاص في حزمة الإنقاذ الثانية لليونان, الخيار الأول يتمثل في إعادة شراء ديون اليونان وتعزيز ائتمان القطاع العام, وهو ما قد يؤدي إلي خفض التصنيف الائتماني لليونان إلي وضع التخلف الانتقائي أو التخلف الشامل عن التسديد. أما الخيار الثاني, فيستند إلي اقتراح المصارف الفرنسية بتمديد أجل الديون,و لا يشمل تعزيز ائتمان القطاع العام. أما الخيار الثالث,فيقضي بفرض ضريبة علي القطاع المالي أو اتفاق لا مركزي, علي غرار ما يحدث في فيينا مع المصارف الخاصة, و لكن هذا الخيار لن يؤدي إلي خفض تصنيف اليونان إلي التخلف الانتقائي عن التسديد. وتبحث قمة اليوم وضع خطة إنقاذ حاسمة لليونان لتفادي انتقال أزمة الديون إلي إيطاليا أو إسبانيا, اللتين لا تزالان تحت ضغط الأسواق, ومارست الولاياتالمتحدة ضغوطا إضافية في هذا الاتجاه علي دول منطقة اليورو. وفي رؤية سلبية لتطورات الأزمة, قللت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل من فرص التوصل إلي حل لأزمة الدين اليونانية خلال قمة منطقة اليورو الطارئة اليوم,محذرة من إنه لن يكون هناك أي شئ مذهل مثل إعادة هيكلة الميزانية اليونانية, و لكن ستكون هناك حاجة إلي المزيد من الخطوات المهمة. ومن جانبه أكد جان كلود تريشيه رئيس المصرف المركزي الأوروبي علي ضرورة تجنب أي تخلف عن السداد ولو جزئي من جانب اليونان, وإلا فإن المصرف سيضطر لوقف تمويله للقطاع المصرفي اليوناني. وفي الوقت ذاته, اجتمع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في برلين أمس مع المستشارة الألمانية, لبحث الإعداد لقمة قادة الدول الأعضاء في منطقة اليورو. والجدير بالذكر أن فرنسا وألمانيا علي خلاف بشأن النهج الذي يتوجب اتباعه لانقاذ الاقتصاد اليوناني الذي يتطلب حزمة أخري من التمويل لمساعدته علي الوفاء بالتزامات ديونه. وهو ما تزامن مع نشر صحيفة لو كانار إنشيني الفرنسية تصريحات لساركوزي يوجه فيها انتقادات حادة لألمانيا, وذلك قبيل القمة الالمانية الفرنسية لبحث أزمة اليورو مساء الأمس. ونقلت الصحيفة عن ساركوزي قوله: اليونانيون يفعلون ما في وسعهم, وقد حققوا بالفعل عدة أشياء, لكن الوحيدون الذين ينقصهم التضامن هم الألمان. كما نقلت عن عدد من المقربين من الرئيس الفرنسي قبيل اجتماع لمجلس الوزراء الأسبوع الماضي: الأنانية الألمانية شيء إجرامي, فهي تطيل أمد الأزمة, إلا أن الصحيفة حرصت علي تأكيد أن ساركوزي لم يتحدث عن الأنانية الألمانية في مجلس الوزراء.وتحتاج اليونان التي تلقت حزمة إنقاذ بقيمة110 مليارات يورو من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي العام الماضي إلي اتفاق قروض ثاني للوفاء بالتزاماتها المالية بعد عام.2012 ويتوقع المحللون الاقتصاديون أن يتوصل قادة منطقة اليورو لما وصفوه باتفاق مفاهيم علي حزمة إنقاذ بحوالي100 مليار يورو.