كتب-رامي ياسين: الإستفادة من القمامة تحد ولابد من جعلها كنزا لايفني وعلما واستثمارا وربحا يعود بالخير علي البيئة و الصحة خاصة إذا علمنا أن5 % من دخل مصر يضيع ككلفة للتلوث. وأن منهجنا في تجميع القمامة ودفنها بالطرق الحالية هو الذي سبب ما نحن فيه وأن نصف حالات وفيات الأطفال بسبب التلوث طبقا لدراسة البنك الدولي. الأهرام يستعرض رؤية علمية من خبير مصري حول مشكلة القمامة بالاسكندرية و كيفية الاستفادة منها و تأتي تلك الرؤية في ظل انتهاء عقود الشركة الاجنبية و إعلان محافظ الإسكندريةالاعتماد علي شركات و طنية. يقول الدكتور يحيي المحجري مستشار رئيس الجامعة المصريةاليابانية للطاقةوالبيئة أن5 ملايين مواطن سكندري يلقون ما يعادل4 آلاف طن قمامة يوميا يتم جمعها من المناطق السكنية إلي مدفنين للمخلفات الصلبة الأول هومدفن المخلفات الخطرة ببرج العرب تم بناؤه علي أسس علمية سليمة ومازال يعمل بكفاءة عالية وأضيف اليه جزءا جديدا لإعادة تدوير المصابيح الفلورسنت بمساحة250 فدان و يكفي حتي عام2023, أما الآخر فهو مدفن القمامة بمنطقة الحمام و يعمل صيفاو تبلغ مساحته70 فدان و يكفي حتي عام2020 و هو قريب من القري السياحية و يسبب العديد من المشكلات بسبب بنائه بطريقة عشوائية وحدوث تسرب للسوائل واختلاطها بالمخلفات العضوية فنتج عن ذلك غاز الأمونيا وما زاد الأمر سوءا بناء منافذ للغاز ليتم حرقه في الهواء بدلا من الاستفادة من الغاز أو المخلفات الزراعية و المنزلية و الصناعية.. ويضيف الدكتور يحيي المحجري أن الاستفادة من القمامة هو تحد لابد من خوضه والنجاح فيه من أجل تنمية مصر و النهوض بها مشيرا إلي أن تكاليف تلوث البيئة في مصر تصل الي5% من الدخل القومي المصري و ذلك طبقا لدراسة البنك الدولي حول تلوث البيئة و كذلك فإن50% من حالات الوفاة للأطفال تحت سن5 سنوات ناتج عن تلوث البيئة, موضحا أن استمرار منهج تجميع القمامة و دفنها استراتيجية عبثية تزيد من أعباء المواطن بفرض رسوم النظافة بالإضافة إلي أن تلك الطريقة لاتدفع إلي الربح و الاستثمار.. تعتمد رؤية المحجري علي إنشاء محطات لإعادة تدوير القمامة تمكننامن إنتاج6% الي8% من الطاقة التي تحتاجها المحافظة و كذلك10% من الأسمدة للأراضي الزراعية و كذلك إعادة معالجة الأوراق, ففي أوروبا وصلت نسب إعادة إستخدام وصناعة الأوراق إلي مايزيد عن60%. و يوضح مستشار رئيس ا لجامعة المصرية اليابانية أن المخلفات المنزلية يجب أن تفرز والمعادن والزجاج والبلاستيك يجب اعادة استخدامها أو تدويرها وأما المخلفات العضوية( بقايا الأطعمة ومخلفات الحدائق والفواكه والخضراوات) فيجب أن تستخدم في انتاج الطاقة من غاز الميثان أو الهيدروجين وفي انتاج سماد طبيعي, وعمليات التخمر اللاهوائي معروفة أما إنتاج الهيدوجين والتحويل إلي غاز فيجري عليهما أبحاث في الجامعة المصرية اليابانية في برج العرب. كما ظهرت تكنولجيات حديثة تعتمد علي التحلل الكيمو حراري ولاتحتاج الي عمليات فرز, وأخري تحول المخلفات الصلبة مباشرة الي ديزيل حيوي وإيثانول بطرق اقتصادية. أما المخلفات الخطرة( صناعية كانت أو طبية أومنزلية أو زراعية) فترسل الي محطة المخلفات الخطرة بالناصرية التي يجب تطويرها لإعادة تدويرتلك المخلفات أوحرقها بطرق حديثة لإنتاج الطاقة أودفنها. هناك أيضا مخلفات البناء والهدم وحتي هذه يعاد تدويرها بعد أن تسحق لتستخدم في بناء الطرق داعيا الي اطلاق مشروع لبناء محطتين بالاسكندرية لتدوير و معالجة القمامة حتي تصبح القمامة كنز وليس عبء..