الإدارية العليا تحيل 35 طعنًا على نتائج إعادة انتخابات النواب 2025 لمحكمة النقض للاختصاص    رئيس الوزراء يتابع خطة طرح مزيد من الشركات بالبورصة في 2026    توزيع 2 طن لحوم للأسر الأولى بالرعاية بمراكز كفر الشيخ    زعيم كوريا الشمالية يشرف على إطلاق صواريخ كروز بعيدة المدى ويدعو لتطوير النووى    مسؤول أمريكي: تشكيل قوة الاستقرار الدولية في غزة يسير وفق الخطة وانتشارها مطلع 2026    تقارير.. مصر تتصدر 4 دول مرشحة لتنظيم أمم أفريقيا 2028    مباراة مصر وأنجولا| رسالة شكر من الجماهير المصرية للمغرب في أمم أفريقيا 2025    وزارة الشباب والرياضة تُجرى الكشف الطبى الشامل للاعبى منتخب مصر لكرة اليد    أمطار وشبورة.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس غدًا الثلاثاء 30 ديسمبر    مصرع طالب في تصادم تروسيكل بحائط بقنا    خالد الجندي: عقوق الوالدين له عقوبتين    مشروبات طبيعية، لتدفئة الجسم وتحسين الدورة الدموية    رافينيا ويامال وفليك.. الدوري الإسباني يقدم جوائز الأفضل في الموسم بالتعاون مع جلوب سوكر    رمضان 2026، أحمد السقا يصور حلقة في برنامج رامز جلال    الإفتاء توضح مدة المسح على الشراب وكيفية التصرف عند انتهائها    الاستراتيجية الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة تؤكد دمج حقيقي وتمكين ل11 مليون معاق    فجوة هائلة بين أعداد المرضى.. مسؤول يكشف تفاصيل مروعة عن أوكار علاج الإدمان    «طفولة آمنة».. مجمع إعلام الفيوم ينظم لقاء توعوي لمناهضة التحرش ضد الأطفال    هدى رمزي: مبقتش أعرف فنانات دلوقتي بسبب عمليات التجميل والبوتوكوس والفيلر    نقابة المهن التمثيلية تنعى والدة الفنان هاني رمزي    شتيجن في أزمة قبل كأس العالم 2026    الكرملين يؤكد ضرورة سحب كييف لقواتها المسلحة من حدود دونباس الإدارية لوقف القتال    وزير الصحة: تعاون مصري تركي لدعم الاستثمارات الصحية وتوطين الصناعات الدوائية    تايلاند وكمبوديا تعقدان محادثات بوساطة صينية    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : وزارة العدالة الاجتماعية !?    هل حساسية البيض تمنع تطعيم الإنفلونزا الموسمية؟ استشارى يجيب    تاجيل محاكمه 49 متهم ب " اللجان التخريبيه للاخوان " لحضور المتهمين من محبسهم    مواصفات امتحان الرياضيات للشهادة الإعدادية 2026 وتوزيع الدرجات    أسماء المصابين في حادث تصادم أسفر عن إصابة 8 أشخاص بالقناطر الخيرية    نائب رئيس جامعة بنها يتفقد امتحانات الفصل الدراسي الأول بكلية الحاسبات والذكاء الإصطناعى    "الزراعة" تنفذ 8600 ندوة إرشادية بيطرية لدعم 100 ألف مربي خلال نوفمبر    السيمفونى بين مصر واليونان ورومانيا فى استقبال 2026 بالأوبرا    صعود مؤشرات البورصة بختام تعاملات الإثنين للجلسة الثانية على التوالى    آدم وطني ل في الجول: محمد عبد الله قد ينتقل إلى فرنسا أو ألمانيا قريبا    التكاليف تؤجل التنفيذ، تفاصيل مناقشة استكمال الطريق الصحراوي الشرقي من الأقصر لأسوان    الأزهر ينتقد استضافة المنجمين والعرافين في الإعلام: مجرد سماعهم مع عدم تصديقهم إثم ومعصية لله    وفاة والدة الفنان هاني رمزى بعد صراع مع المرض    كل ما يجب أن تعرفه عن فيلم العملاق قبل عرضه بدور العرض    مراد مكرم يطرح أغنية جديدة في 2026: التمثيل عشقي الأول والأخير    وزير الاستثمار يفتتح فعاليات منتدى الأعمال المصري- السوداني    طاهر أبوزيد: مكاسب حسام حسن مع المنتخب إنجاز رغم الظروف.. والمرحلة المقبلة أصعب    "الوزير" يلتقي وزراء الاقتصاد والمالية والصناعة والزراعة والمياه والصيد البحري والتربية الحيوانية والتجارة والسياحة في جيبوتي    محافظ قنا ينعى المستشارة سهام صبري رئيس لجنة انتخابية توفيت في حادث سير    إحالة ربة منزل للمفتى قتلت زوجها وابن شقيقه بسبب خلافات فى كفر شكر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-12-2025 في محافظة الأقصر    عاجل- الحكومة تعلن خطة هيكلة شاملة للهيئات الاقتصادية: تصفية 4 ودمج 7 وتحويل 9 لهيئات عامة    وزير العمل يفتتح المقر الجديد للنقابة العامة للعاملين بالنقل البري    اسعار الخضروات اليوم الإثنين 29ديسمبر 2025 فى اسواق المنيا    وزير الخارجية يؤكد دعم مصر لتعزيز منظومة الصحة والأمن الدوائي في إفريقيا    نتنياهو يلتقي ترامب في الولايات المتحدة لمناقشة مستقبل الهدنة في غزة    «الوطنية للانتخابات» توضح إجراءات التعامل مع الشكاوى خلال جولة الإعادة    برودة وصقيع.. تفاصيل طقس الأقصر اليوم    قطرات الأنف.. كيف يؤثر الاستخدام المتكرر على التنفس الطبيعي    الجيش الصيني يجري مناورات حول تايوان لتحذير القوى الخارجية    حمو بيكا ينعي دقدق وتصدر اسمه تريند جوجل... الوسط الفني في صدمة وحزن    بشير التابعى: توروب لا يمتلك فكرا تدريبيا واضحا    يحيى حسن: التحولات البسيطة تفكك ألغاز التاريخ بين الواقع والافتراض    لا رب لهذه الأسرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العالم يقرأ
هؤلاء المشاغبون وأفكارهم الرائعة

فنان أمريكي متعدد المواهب‏,‏ فهو مخرج سينمائي يحمل في يمناه جائزة أوسكار لبراعته في الأفلام التسجيلية الطويلة‏,‏ ويحمل في يسراه كتبا ألفها وصارت فور نشرها من أكثر الكتب مبيعا, وكان آخرها كتاب سماه مايكل مور من هنا تأتي المتاعب, ويرصد فيه أطيافا مثيرة وممتعة من سيرته الذاتية وربما ماحفزه علي اصداره بلوغه السابعة والخمسين من عمره.
واللافت للانتباه أن مايكل مور يشير الي أن النظام الرأسمالي الأمريكي هو سبب متاعبه ويفصح ربما من قبيل السخرية انه وقع تحت وطأته منذ ولادته عام1954, فقد كان الأطباء آنذاك ينصحون الأمهات بمن فيهن أمه أن يرضعن أطفالهن بحليب صناعي محلي اسمه كارنيشن بدلا من الرضاعة الطبيعية وهو مايعني أن الشركات الرأسمالية تمارس سطوتها علي المجتمع بقصد ترويج منتجاتها بغض النظر عن صحة الأطفال.
وقد حظي مايكل ابان طفولته بأجواء تخيم عليها السعادة, وكان والده عاملا ولما شب عن الطوق وصار صبيا يافعا كانت تبهره مسيرات الاحتجاج السلمي التي يقودها القس الأمريكي الأسود مارتن لوثر كينج زعيم حركة الحقوق المدنية, وكان مايلفت انتباهه مشاركة القساوسة السود في تلك المسيرات وتعرضهم للاعتقال..
واستحوذ هذا المشهد علي خياله, وسعي لأن يصبح قسيسا والتحق عام1968 بمعهد لاعداد رجال الدين, غير أن المسئولين في المعهد طردوه لأنه كان يطرح أسئلة كثيرة.
واستهل مايكل حياته العملية بالعمل في الصحافة, وأصدر مجلة نصف شهرية صوت ميتشيجان نسبة الي ولاية ميتشيجان التي كان يعيش فيها غير أن المجلة لم تستمر طويلا لتعثر تمويلها, ومما لا شك فيه أن فترة عمله في الصحافة بلورت أفكاره الاجتماعية والسياسية.
وكان يؤرقه دوما طرد الشركات والمصانع للعاملين فيها, وكان هذا تحديدا موضوع فيلمه التسجيلي الأول الذي أخرجه وأطلق عليه روجر وأنا وتم عرضه في دور السينما عام.1989
وحقق الفيلم نجاحا كبيرا, وصار مايكل مور مخرجا مرموقا للأفلام التسجيلية الطويلة التي تعني بالقضايا الاجتماعية والسياسية, وتجمع أفلامه بين الأفكار الانتقادية لسلبيات المجتمع والبراعة الفنية, واكتسب شهرته السياسية باعتباره مشاغبا ومعارضا..
ومن أبرز أفلامه التي انتقد فيها سياسات الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن فيلم فهرنهايت9/11 الذي علق فيه علي هجمات11 سبتمبر2001.
وكان آخرها فيلم عنوانه يبدو مثيرا الرأسمالية قصة حب وتم عرضه في دور السينما عام.2009
وكشف في سياقه أسباب تعثر الرأسمالية وتحولها الي رأسمالية الكازينو, وهو ماأدي الي كارثة الانهيار المالي العالمي في سبتمبر.2008
غير أن مايكل مور برغم انتقاده العنيف للرأسمالية الأمريكية, إلا أنه لا يدعو في سياق الفيلم الي نظام آخر مثل الاشتراكية الديمقراطية علي النمط السائد في أوروبا خاصة في ألمانيا وبريطانيا وفرنسا.
ويشير الكاتب الأمريكي بروس هيدلام في مقال نشره في صحيفة نيويورك تايمز في سبتمبر2009 في معرض تعليقه علي الفيلم إلي أن مايكل أصبح النسخة الحديثة للممثل والمخرج البريطاني الشهير شارلي شابلن1889 1977, وكان شابلن بطل السينما الصامتة في أمريكا ونجمها الساطع في العالم بأسره.
وهنا قد يمكن القول إن شابلن كان في طليعة الفنانين المشاغبين الذين ابدعوا فنا سينمائيا رائعا وجميلا وملهما, ومن تحت عباءته الفنية والفكرية خرج مايكل مور والمخرج السينمائي الأمريكي أوليفر ستون, ولعل فيلم ستون وول ستريت الذي تم عرضه في دور السينما عام1987 شاهد علي ذلك.
وكان بمثابة نبوءة لما حدث ابان الانهيار المالي العالمي.
وينضم الي كوكبة هؤلاء المخرجين الكبار باقتدار المخرج المصري يوسف شاهين, فقد كان مشاغبا نبيلا ومعارضا سياسيا في أفلامه, كما كان بارعا في لغته السينمائية.
وأيا مايكن الأمر فان شارلي شابلن الذي قد يطلق عليه الأب الروحي لهؤلاء المخربين المشاغبين النبلاء قد دفع في سنوات عمره الأخيره ثمنا باهظا لمواقفه الفكرية والسياسية التي بدت واضحة في أفلامه.
فقد أرغمت القوي اليمينية الأمريكية شارلي شابلن علي مغادرة أمريكا في أعقاب حملات شعواء اتهمته بالتعاطف مع الشيوعية والشيوعيين.
وقد بدأت موجة الهجوم عليه بسبب فيلمه الدكتاتور العظيم1940, والذي سخر فيه من النازي الألماني أدولف هتلر.
ولم يجد مهربا من هذا العداء الأهوج سوي مغادرة أمريكا والعودة الي بريطانيا, وكان شابلن قد وصل الي أمريكا عام1907 وعمل في استوديوهاتها طويلا وكثيرا.. وأبدع عام1914 شخصية المتشرد أو الصعلوك, وانتقد من خلالها الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية, وكان المتشرد يبدو منسحقا في عالم مخادع يتفشي فيه الجشع والفساد.
وبلغ هذا الانتقاد ذروته في فيلم الأزمنة الحديثة.1936
ومن الجدير بالذكر أن معظم أفلام شابلن السبعين صارت من تراث السينما الصامته, غير أن الأفلام الثلاثة الأخيرة منها كانت ناطقة.
وقد لفظ شارلي شابلن أنفاسه الأخيرة في بريطانيا عام1977, وكانت الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا كرمته عام1975 بمنحه لقب الفارس.
ومن حق مايكل مور أن يزهو باعتباره النسخة المعاصرة لشارلي شابلن.
المزيد من أعمدة محمد عيسي الشرقاوي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.