.. ببساطة وتلقائية شديدة وبكلمات يكسوها الحزن والأسي صرخت بصوت عال.. أنا عايزة بيتي.. يأوي أولادي من برد الشتاء القارس.. أنا مش عايزة أكل أو بطاطي.. بهذه الكلمات الصعبة علي النفس عبرت بنت الصعيد الجواني في أسوان عن حجم المأساة فهي تعرف قيمة الأرض والعرض والبيت فبالرغم من أنها تسكن في حضن الجبل وفي ظروف قاسية ولكن بالنسبة لها الجنة والنعيم الذي لا يشعر بها الآخرون.. .. فبعدما هدأت عاصفة التصريحات وكاميرات الفضائيات والصحف من الحديث عن السيول فإننا نطرح مجموعة من الأسئلة لأن الأزمة كشفت عن خلل رهيب في أداء الحكومة والأجهزة المحلية والتنفيذية بالمحافظات في إدارة الأزمات ناهيك عن تصريحات المحافظين غير المسئولة عن تطهير مخرات السيول كلام للاستهلاك المحلي, فكيف سمح السادة المحافظون بالبناء علي مخرات السيول حتي إن بعضهم أقاموا مشاريع ضخمة ومناطق صناعية ومدنا سكنية كلفت الحكومة والدولة ملايين الجنيهات علي مخرات السيول. .. الأمر الأهم الذي يدعو للدهشة هو رجال الأعمال الذين يعلنون عن فتح حسابات بالبنوك للتبرع لمنكوبي السيول.. وهو أمر عجيب يدفعون ملايين الجنيهات من أجل عيون السيليكون وينتظرون تبرعات المواطنين.. صحيح اللي اختشوا ماتوا.. فبدلا من التقاط الصور للدعاية الانتخابية المقبلة.. اتقوا الله فينا وبدلا من قوافل الخير التي توزع علي غير المضارين تكلموا عن التكافل الاجتماعي والمشاركة الاجتماعية, فلماذا لا يقوم رجال الأعمال ورؤساء جمعيات الاستثمار بالمحافظات بالمشاركة في بناء بيوت لهؤلاء الضحايا بدلا من الكلام عن فتح تبرعات وقوافل الخير, وبالبرغم من كل ذلك فهذا لا يعفي المحافظين من المسئولية. .. ويبقي التساؤل النهائي.. هل هناك جدول زمني للانتهاء من بناء بيوت هؤلاء البسطاء التي تهدمت وماتت مواشيهم مصدر رزقهم ويعيشون في العراء والبرد القارس..