براون لا يكاد يخرج من مأزق حتي يقع في آخر حيث تتهمه الصحافة بافتقاده للكاريزما الضرورية لضمان شعبية حزبه في الانتخابات القادمة. و يتعرض اليوم الي حملة انتقادات واسعة بعد ما نشرت صحيفة الاوبزرفر البريطانية مقتطفات من كتاب للصحفي انرو راونسلي يكشف فيه عن جوانب خفية في شخصية براون مستندا علي شهادة العاملين في10 دونج ستريت والذين يدعون أنهم كانوا ضحية للعنف الجسدي واللفظي من قبل رئيس الوزراء البريطاني. الاتهامات التي يواجهها براون تبدو حقيقية الي حد بعيد نظرا لكونها مدعومة بشهادة رئيسة جمعية الدفاع عن ضحايا العنف في العمل والتي تؤكد أنها تلقت شكاوي عديدة من العاملين مع براو ن وهو ما يجعل فكرة التحقيق فيما نشر في الكتاب حول هذا الموضوع أمرا محرجا خاصة فيما يتعلق بالعنف الجسدي. علي أية حال فان هذه الاتهامات لم تكن مفاجئة بالنسبة للشعب البريطاني الذي يعرف شخصية رئيس وزرائه حق المعرفة ويدرك انه عصبي المزاج وهو ما يؤكده لورد مندلسون احد معاوني براون بقوله ان رئيس الوزراء ليس عنيفا ولكنه شخص يفتقد للصبر وبالتالي فانه من الطبيعي ان توجه إليه مثل هذه الانتقادات ممن يتعاملون معه يوميا. مؤيدو حزب العمال يعلمون ان مثل هذه الاتهامات في هذا التوقيت بالذات تهدف الي التأثير علي حملة براون بمناسبة اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في يونيو القادم. فصحيفة الجارديان الموالية لرئيس الوزراء البريطاني أكدت ان ما نشر في الكتاب لا يعد اكتشافا فالجميع يعلم عنه' حدة المزاج' إما التايمز فتري ان علي حزب العمال ان لا يقلق من الآثار السيئة لهذه الاتهامات علي المدي البعيد وان كانت صحيفة الوول ستريت تحذر من تأثيرها علي شعبية الحزب في هذا التوقيت بالذات الذي يتزامن مع بدء الحملة الانتخابية منوهة الي ان الجمعية التي تدعم هذه الاتهامات تضم بين أعضائها عضوين من حزب المحافظين. إما عن الاندبندنت فقد تبنت موقفا شديد القسوة من براون حيث ركزت في هجومها علي قدراته كرئيس للوزراء فكتبت:'لقد أدرك براون انه أمضي ثلاثة عشر عاما يحيك المؤامرات ويعامل المحيطين به معاملة سيئة وفي النهاية وصل الي منصب لايستطيع تحمل مسئولياته فهل كان علي براون ان يرضي عن فريقه- بصرف النظر- عن مستوي الأداء ويكتفي بترديد كلمات الشكر للمحيطين به حتي ولو قصروا في أداء واجبهم لكي يكتسب رضا الجميع ويفقد هو نفسه أم ان الأفضل ان يكون صارما في محاسبة المقصرين بدلا من ان يتهم هو نفسه بالتقصير! معادلة يصعب تحقيقها ولكنها مهمة كل قائد!