ما أكثر مانسمع ونقرأ ونتحدث عن تقصيرنا في كذا,وعدم استطاعتنا لكذا, وتقليدنا لكذا, وعجزنا عن كذا وفقرنا في كذا.. ولكن قلما نعثر بيننا علي من يتوفر باخلاص وجهد واجتهاد علي ماوصلنا إليها بالفعل وماحققناه في الواقع, فيدرسه دراسة دقيقة وينظمه يصفيه ويقومه ويبرزه حتي. يكون اساسا لطبقات اخري منتظرة ودرجات اخري منشودة هذه الروح الايجابية البناءة يندر ان نراها في بلادنا الآن بل لقد بلغ تمكن الروح السلبية فينا اننا نري بيننا من إذا أراد ان يشيد بعمل أو شخص لم يجد طريقة يعبر بها غير ان ينتقص من قدر عمل آخر أو شخص آخر فهو لكي يضع حجرا لابد ان يسقط آخر ولهذا لايمكن ان يقوم بناء! هذه الكلمات ليست لي ولم تكتب في العام الحادي عشر من الألفية الثالثة وبعد ثورة يناير المجيدة التي جسدت في ثمانية عشر يوما روح المصريين الأصلية لتعود بعدها في الذوبان والسريان في دروب معتمة يستنكرها الجميع, وإنما هي لأدبينا الكبير توفيق الحكيم من مقال نشر له عام1946 من القرن الماضي وان كان لي ان أضيف إليها فلا أقل من علامة استفهام كبيرة تتلوها علامة تعجب اكبر لكوننا رغم كل هذه النصائح وتغير الأجيال وقيام الثورات( يوليو1952 التصحيح1971 25 يناير2011) ووضع برامج التعليم والإصلاح وازدياد مساحة التشدق بالدين والقيم لم نتغير كثيرا عن ذي قبل بل ان ماقيل منذ اكثر من ستين عاما يكاد ينطبق انطباقا تاما علي مانعيشه الآن فهل اجد تفسيرا لدي علماء الاجتماع شريطة وضع الحلول القابلة للتنفيذ, وان يتولي اولو الأمر ثورة التغيير وان تتولد فينا الرغبة الصادقة في السير نحو الكمال والاحسان الذي يحبه الله ؟ د. سمير محمد البهواشي