كتب حسن خلف الله: قام السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم يوم16 أكتوبر الماضي بافتتاح مشروع الهدف في مصر في احتفالية أعرب فيها مسئولو اتحاد الكرة عن سعادتهم بالمشروع الذي يعد نواة لتطوير اللعبة في مصر. ومن وقتها لم يسمع أحد عن هذا المشروع سوي فضائح عن بيع في الخفاء لكمية من الرمال المستخرجة من المشروع بمبلغ مليون ومائة ألف جنيه وحوامل حديدية لإضاءة الملاعب يقدر الحامل الواحد منها بمبلغ280 ألفا وكذلك اتهام البعض لاتحاد الكرة باختفاء2 محول كهربائي خاص بالمشروع سعر المحول منها465 ألف جنيه مصري! وليست هذه الفضائح التي أحاطت بالمشروع هي محور الحديث الآن, ولكن السؤال لماذا وصل الحال لهذه الدرجة بهذا المشروع ولماذا لم يعمل حتي الآن؟.. وما الهدف من مشروع الهدف في مصر؟! وحتي نتحري الدقة تحدثنا مع الدكتور طه إسماعيل مدير مشروع الهدف من قبل الفيفا في منطقة شمال وشرق افريقيا الذي قال في البداية إنه لم يكن يفضل الحديث عما يتعرض له المشروع في مصر, ولكن نظرا لأنه يصرخ ولا يجد من يسمعه في الجبلاية, أراد أن يضع الموقف كاملا امام الرأي العام والمسئولين عن الرياضة في مصر, حيث قال إن المرحلة الأولي من المشروع تضمنت ملعبين لكرة القدم من النجيل الطبيعي و30 غرفة مكتملة الفرش وتم تسليم اتحاد الكرة المشروع مكتملا بتاريخ17 أكتوبر عام2006 وتكلفت هذه المرحلة مبلغ850 ألف دولار وكان من المفترض ان يقوم اتحاد الكرة بالتعاون مع المجلس القومي للرياضة بتجهيز المطبخ والمطعم وصالة الجيمانيزيوم, وبعدها يبدأ المشروع للعمل, وبالتالي تم اعتماد مرحلة ثانية علي أمل أن اتحاد الكرة سيقوم بتشغيل المشروع وجاءت المرحلة الثانية تتضمن اضافة30 غرفة اضافية مفروشة وتوسعة مساحة الجيمانيزيوم وتطوير المرافق بتكلفة850 ألف دولار الي جانب انشاء ملعب نجيل صناعي بمبلغ400 ألف دولار, وكل هذه المبالغ مدفوعة بالكامل من الفيفا وتتضمن تنازل الاتحاد عن250 ألف دولار قيمة المساعدة السنوية له من الفيفا لمدة4 سنوات ولكن خلال العمل في المرحلة الثانية لم يقم اتحاد الكرة بتنفيذ المطلوب منه لتشغيل المشروع وتحولت الغرف الي مخازن للاتحاد وغرف نوم للعمال القائمين علي المشروع الي جانب أعمال الحفر الخاصة بإنشاء تكييف مركزي والتي قضت علي تشطيب الغرف هي الأخري. وأضاف طه إسماعيل: أن البعض في اتحاد الكرة يتحدث عن ان ذلك مسئولية المقاول في اعادة التشطيب مرة أخري وأنا أقول أن ذلك غير صحيح لأنه قام بتسليم المرحلة الأولي بمحضر رسمي وانتهت مسئوليته وكان من المفترض ان يحافظ اتحاد الكرة علي المنشآت, الي جانب ضرورة القيام بدفع مبلغ نصف مليون جنيه مقابل ماقامت به المقاولون العرب من أعمال كان لابد أن تنتهي قبل زيارة بلاتر للافتتاح في أكتوبر الماضي, وهذا هو الجزء المظلم في الموضوع والذي يقف حائلا دون اكتماله حتي الآن وتشغيله للهدف الذي أنشأه الفيفا من أجله. وأشار اسماعيل الي انه يصرخ ولا أحد في اتحاد الكرة يسمع له لانشغالهم بأشياء أخري مثل المنتخب والتسويق والبث الفضائي ولجنة شئون اللاعبين وعدم اهتمام أي من أعضاء مجلس الإدارة بتطوير اللعبة أو زيارة المشروع الذي سيوفر الكثير من المبالغ للاتحاد باستضافة معسكرات منتخباته وكذلك استثماره في الأوقات التي لا يحتاجها الاتحاد, وقد نجح المشروع في بلدان كثيرة محيطة وطلبت مشاريع أخري تنفذ فيها حاليا علي نفقة الفيفا, وتقدم مدير مشروع الهدف بشمال افريقيا بمناشدة رئيس ومجلس إدارة اتحاد الكرة ببعض الاهتمام بمشاريع تطوير كرة القدم, خاصة أن الفيفا أنفق علي مشروع الهدف نحو12 مليون جنيه ولم يتم تفعيله حتي الآن وهناك تقارير قد تكتب في هذا الشأن, وكان بدلا منها من المفترض أن تقام مشاريع أخري في مصر بتطوير ملاعب مثلا في الصعيد أو بحري علي نفقة الفيفا.. بدلا من تحويل المشاريع الحالية الي مبني للاشباح!! وانتهي كلام مدير مشروع الهدف في شمال وشرق إفريقيا والحقيقة أصبحت واضحة الآن فيما يتعلق بهذا المشروع ولا تحتاج سوي التفات اتحاد الكرة له بدلا من التفنن في إصدار بيانات الرد والتوضيحات التي لن تحمل جديدا!!