علامات استفهام وتعجب عديدة كانت في نهايات أسئلة كثيرة بحثت لها عن إجابات خلال الفترة الماضية بعد تبني وزارة الإعلام لمشروع الأغنية الوطنية الذي يهدف إلي إنتاج مجموعة من الأغنيات الوطنية الجديدة في وقت تمتلئ فيه المكتبة الغنائية بمئات منها بكلمات وألحان وأصوات رواد الشعر والنغم والغناء من زمن الفن الجميل, مما يجعل من الإنفاق علي إنتاج غيرها في الوقت الحالي إهدارا صريحا للمال العام حيث تعاني قطاعات ماسبيرو من أزمة مالية غير خافية علي أحد نتجت عنها ديون بالمليارات, ومع الإقتراب أكثر من مشروع الأغنية الوطنية تم الكشف عن حقيقة مهمة عندما أكد الموسيقار حلمي بكر عضو اللجنة العليا للمشروع أن الشعب المصري الآن يحتاج لأغنية وطنية جديدة في كل شئ ابتداء من الكلمة مرورا باللحن ثم التوزيع فالغناء فنحن نعيش زمنا مختلفا عن أي فترة سابقة بعد ثورة شعبية شهد العالم بعظمتها وسجلها التاريخ في أجمل صفحاته ولذلك فهي تستحق أغنيات خاصة بها تحمل معانيها الرائعة, أما ما يقال عن أن نفقات إنتاجها تمثل إهدارا للمال العام فذلك غير صحيح علي الإطلاق حيث لن تتجاوز تكلفة المشروع140 ألف جنيه لإنتاج أغنيات وطنية جديدة لنجوم الغناء مدحت صالح وعلي الحجار ونادية مصطفي وريهام عبدالحكيم وأمينة والصوتان الجديدان أحمد الجراح وكارمن وغيرهم, بما يعني أن العائد المعنوي سوف يكون أكبر كثيرا من تكلفته المالية. وهو مايتفق معه الناقد الموسيقي د.زين نصار الذي يري أنه لم تقدم الغالبية العظمي من مبدعي الأغنية منذ قيام ثورة يناير ما كان واجبا عليهم تقديرا لها ولرصد أحداثها, إلا أنه يعتبر وجود مشروع الأغنية الوطنية ضروريا لأن إنتاجه مهم للغاية لكونه تعبيرا عن ثورة غيرت تاريخ الوطن إلي الأفضل كما أن الأغنيات الوطنية الجديدة سوف تحمل روح العصر الجديد وفرحة الشعب التي سوف تبقي في التاريخ تعبيرا عن كفاحه ضد الفساد والظلم والتي يغنيها ويعبر عنها نجوم الأغنية في مهمة قومية يجب ألا تكون وسيلة لربح المال أو بمعني آخر( سبوبة), بينما الأغاني الوطنية المهداة منهم لا تكفي للتعبير عن حب الوطن نظرا لإختلاف ظروف إنتاجها وتوقيتها عن ثورة يناير الشعبية وما يجب أن تكون عليه جميع عناصر الأغنية التي يجب أن تكون عليها. ومع تأييده لمشروع الأغنية الوطنية إلا أن الموسيقار محمد قابيل يقول أن الأغنيات التي صاحبت ثورة يناير كانت غير ناضجة في الأداء واللحن فقد كانت جهود وإمكانيات أصحابها الفردية ضعيفة, لذلك يعتقد أن توفير الظروف المناسبة لإنتاج أغنيات وطنية سوف يحقق لها النجاح والبقاء في ذاكرة الوطن خاصة لو استطاعت أن ترسم لوحة لمصر بعد الثورة مع ملامح المستقبل وأفكار متنوعة لبنائه وجميعها من الضروري أن تخاطب الشباب بنفس لغته وموسيقي عصره علي أن يتم تصويرها وعرضها علي القنوات المصرية وإهداؤها( مجانا) للقنوات الفضائية الخاصة لأن الأغنية الوطنية يجب ألا يكون عائدها ماليا وإنما حب كبير في القلوب.