في نتيجة تعكس العجز السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو وعمق الأزمة التي يواجهها في الداخل, فشل نيتانياهو في حشد الأغلبية المطلوبة لاقرار توصيات لجنة تراختنبرج المعنية بتحقيق الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي استجابة لاحتجاجات الشارع في إسرائيل. وجاء ذلك الفشل علي الرغم من الضغوط الهائلة التي مارسها نيتانياهو علي أعضاء حكومته لتمرير تلك الاصلاحات والتوصيات. وفي ظل تلك النتيجة اضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس الأول إلي الإعلان عن ارجاء موعد النقاش والتصويت علي هذه التوصيات إلي جلسة مجلس الوزراء خلال الأسبوع القادم. وذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن15 وزيرا من بين29 في حكومة نيتانياهو عارضوا اقرار التوصيات مشيرة إلي أن نيتانياهو ضغط وأصر علي إجراء التصويت رغم أن المسئولين في مكتبه أفهموه قبل التصويت أنه لا تتوفر الأغلبية المطلوبة للمصادقة علي تقرير اللجنة ولكنه تراجع ما لبث وتراجع مقررا تأجيل التصويت إلي الأسبوع القادم. وفسر وزير الداخلية الإسرائيلي رئيس حركة شاس الدينية إيلي يشاي معارضته للتوصيات بأن التقرير لا يأخذ في الحسبان احتياجات الطبقات الضعيفة.وقد رأت رئيسة حزب العمل أن فشل نيتانياهو في تمرير تقرير لجنة تراختنبرج يعد شاهدا علي أن زخم الاحتجاجات الاجتماعية لم يتراجع تأثيره علي الوزراء حتي وان كانوا يرون أن التقرير مجرد مجموعة من البنود بعضها ذو آثار ضارة والأخري معدلة لمصالح ما. ومن جانبه, رجح الوزير الليكودي جلعاد أردان أن يصدق مجلس الوزراء خلال جلسته المقبلة علي تقرير اللجنة. وقال أردان في تصريحات إذاعية إن النقاش حول الموضوع قد تأجل بعد أن تبين لنيتانياهو أنه لا يتمتع بالأغلبية المطلوبة لاقرار التوصيات. وأشار إلي أن من بين البنود الأكثر إثارة للجدل المطالبة بتخصيص60 مليار شيكل إسرائيلي للاحتياجات الاجتماعية وتقليص ميزانية الدفاع وهو ما يرفضه البعض. وأضاف أردان قائلا إن رئيس الوزراء معني بتطبيق التوصيات بأسرع وقت ممكن. وبدوره, اعتبر النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم أن الاعداد للتصويت في مجلس الوزراء كان خاطئا مشيرا إلي أنه نفسه كان قد أوصي خلال جلسة لوزراء الليكود بإرجاء موعد التصويت لأنه لا يمكن إجراء نقاش مستفيض ومعمق حول تقرير لجنة تراختنبرج خلال ثلاث ساعات فقط.وقال شالوم إن التقرير يتضمن بنودا ايجابية ولكنه يحتوي أيضا علي بنود مثيرة للجدل لا توفر ردا ملائما وحقيقيا للمناطق النائية والبعيدة عن وسط إسرائيل ولا تلبي متطلبات الطبقات الضعيفة. وقد فتح هذا التقرير أبواب الانتقادات ضد نيتانياهو حيث وجه عضو الكنيست عن حزب كاديما روني يارؤون انتقادات لاذعة إلي رئيس الوزراء قائلا إن نيتانياهو لا يمكنه أن يلوم أحدا سوي نفسه كونه هو الذي اختار شركاءه في الائتلاف الذي ينظرون إليه وكأنه ضعيف ومستسلم وقابل للابتزاز. واتهم يارؤون نيتانياهو بانتهاج سياسة ملتوية والآن يدفع ثمن الكبرياء وانعزاله عن الشعب. وعن تصوره لعمل الائتلاف الحكومي لنيتانياهو قال النائب العمالي اسحاق هرتسوج إنه ثبت أن الائتلاف يشل عمل نيتانياهو ليس في الحلبة السياسية فحسب ولكن في الحلبة الاجتماعية أيضا. وأضاف أن الجمهور يعتقد أن نيتانياهو لا يريد التغيير.