"أكدت مصادر مسئولة بمطار القاهرة أن نصف أعضاء الحكومة المصرية الحالية خارج البلاد في مهام عمل في عدة دول أوربية وأمريكية وعربية في أول ظاهرة من نوعها في تاريخ المطار أو الحكومات المصرية.." هذا الخبر نشر في عدد من الصحف المصرية ورغم طرافته إلا انه يحمل تساؤلات كثيرة منها : ما هي طبيعة هذه المهام ولماذا لا ينشر بكل شفافية الغرض من سفر كل وزير ؟ هل هذه المهام تتطلب سفر الوزير شخصيا ولماذا لا يقوم بإرسال مندوبا عنه لأنه من المعروف عند سفر معاليه لابد أن يكون هناك وفدا مرافقا له بينما عند سفر مندوبا عنه وكيل الوزارة مثلا لا يكون هذا الوفد المرافق ؟ كم تكلفت زيارة كل وزير والوفد المرافق ومن المؤكد أن الدولة تتحملها كاملة وفي النهاية نجد هناك عجزا في الموازنة بسبب البذخ الحكومي ؟ ما هو حجم بدل السفر سواء للوزير أو الوفد المرافق خصوصا بعد أن علمنا أن مرتب الوزير في مصر ثلاثون ألف جنيه شهريا ؟ هل الأمور في الوزارات المختلفة مستقرة جدا ولا تعاني من اضرابات أو اعتصامات لدرجة أن يترك الوزير موقعه ويسافر للخارج ؟ هل معالي سفراء مصر في الخارج والذين لا تجدهم في حالة حدوث أي مشكلة لك في خارج مصر لا يستطيعون القيام بهذه المهام ويكفي النفقات الباهظة لسفراتنا في الخارج والتي يتحملها في النهاية المواطن البسيط ؟ لقد قام وزير التعليم العالي بترك مشكلة اختيار القيادات الجامعية ومدي تأثيرها علي العام الجامعي الجديد وتوجه إلي باريس لحضور اجتماعات اليونسكو.. وتوجه نائب رئيس الوزراء ووزير المالية و وزيرة التعاون الدولي ومحافظ البنك المركزي جميعا إلي لندن ومنها إلي نيويورك لحضور الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين ، وسافر وزير السياحة ليدشن حملة تنشيط للسياحة من باريس بعنوان "ألف ابتسامة" ، رغم أن المشكلة سببها حالة الانعدام الامنى في مصر وليس فرنسا ! هذه المهام أغلبها اجتماعات أو ندوات فلماذا الإصرار علي أن يقوم كل وزير بالسفر شخصيا وهو يعلم حجم نفقات كل مهمة .. ؟ لم يتغير الأمر قبل الثورة أو بعدها بالنسبة لهذه المهمات الرسمية فالوزير يسافر ويصحبه الوفد المرافق له .. وفي النهاية لا نعلم نتائج هذه الزيارة وهل حققت أهدافها أم لا .. ما هو حجم النفقات .. ولماذا نفشل في النهاية في القضاء علي البذخ الحكومي وعجز الموازنة والذي يترجم في النهاية إلي فرض مزيد من الضرائب مثل عودة الضريبة العقارية علي المواطن المطحون أو عدم زيادة راتبه الضعيف والذي خرج من أجله إلي ميدان التحرير مطالبا بتغيير النظام السابق المزيد من مقالات عادل صبري