أستاذ في جامعة قناة السويس في ميدان التحرير وقفت أشاهد ملحمة الثوار رأيت شموسا ساطعة تتجلي في رابعة نهار الزمن يسير ومعه التاريخ في موكب فرح واستبشار التقيا وكأنهما صلوات ندي يتقاطر فوق الأزهار فتضوع رحب الميدان بعبق فواح بجميل اللحظات رأيت بعيني أحلامي( أوديسة) عصر رائعة الإبهار ياويح الثوار.. داروا بحنين الإقدام بالثورة في كل مدار الميدان سماء تتلألأ فيها نجمات من كل الأعمار تنداح جوانبه الكونية مبهرة في كل الأمصار الميدان سفينة نوح تبحر في عمق الاعصار الثوار يدورون مثل الحجاج ما بين الذكري والأحلام ونشيد الحرية تعويذة رقيا صادحة الأنغام وتمر الأيام.. يحتشد الميدان ويسعي البشر سراعا للقاء الوعد البسام هذي مصر.. عادت ببشائر فجر رفراف الأعلام كي تكتب في أحداق الأطفال طوالع زمن حلام ويذوب جليد الإيهام.. مصر ليست مومياء هي أسفار التاريخ الأبهي والأقلام الزمن استوطن فيها أحقابا وحضارة كل الأديان وتدفق نهر النيل خصيبا بينابعه حب وسلام صاغ بلاغته الخضراء في أطواء الأرحام فتيات ونساء.. أطفال وشباب.. وشيوخ وقفوا في الميدان حروفا تبحث عن وحي الإلهام وداوة مداد يخرج عبقا فواح الأحلام ها نحن الآن وطن ينهض ما بين ركام ليكون لمصر السؤود دوما في كل الأيام في ميدان التحرير قرأت نبوءات تتبرعم في الأحداق كل الأشياء تقول لنا أن الغلمان قد شبوا الآن عن الأطواق (الشعب أراد) هي المفتاح لكل الأبواب المحكمة الاغلاق شاهدت الميلاد العذري من بين السحب لقوس قزح هطلت أمطار البشري تمسح عن أفئدة الثوار عناء ترح وبدت أرواح الشهداء عصافير فوق الميدان تسبح في ألق أخاذ للألباب وللوجدان أغرورق صمت الميدان بشدو الروح وفوح الريحان بسمت سيدة فاضت عيناها الخضراوان بفيض حنان خشعت في ورع صلاة وأشارت للعلياء تسبح في إيقان: الآن عرفت بأن شهيدي وهب حشاشته للأوطان كان صبيا في عمر زهور تتفتح بربيع فرحان واختلجت شفتاها حين امتزج الفرح مع الأحزان عيناها الخضراوان فراديس يتبرعم بهما الإيمان بهما أطلقت التاريخ ليسعي ما بين الأجفان حط علي عاتقها عصفور مخضر الأجنحة يسقسق نشوان قبلها.. لثمته.. فطار إلي الأفق كشعاع ولهان وعلي وجنات محياها أشرق ببهاء فجران هذي الأم الثكلي كانت مصر.. هذي الأم الفرحي هي مصر سيدة الأزمان في ميدان التحرير هتفت لمصر من الأعماق وبدا صوتي بجهارته المخنوقة بالعبرات كأعلي الأبواق وترجع في الكون صداه فأصحي من غفوته الأمل الخفاق أجمل ما في التاريخ برقته سيكون غدا.. والآن أري عصرين.. الأول يأفل والآخر يتأهب للإشراق فالشعب بميدان التحرير سيبني رابع أهراماته ليكون علي ذروته نبراس يتضاوأ في الأحداق كي تقبس منه الشمس بريق أشعتها الذهبية وتريق وضاءتها بمياه النيل وشاحا هفهافا للأبدية الأوجه في الميدان صحائف بشري كتبت بحروف مصرية والثورة حلم وملاذ نجاة في أقيانوس الزمن القادم ذابت روحي في لجة عشق وشربت كئوسا صوفية أخذتني سنة من أخيلة الأحلام لأشهد كشفا للآتي كم من أزمنة مرت كنا نصبو فيها للقاء( معات) ليست( يوتوبيا) أن نبني العصر القادم في ميدان التحرير حلقت وحولي أسراب طيوف تمتزج.. وتتماهي.. تتوحد.. الميدان بساط من مخمل جنات مسقوف بغيوم فضية تساقط منها أنداء فتصير زهورا وطيورا فردوسية مصر الخضراء تعود الآن علي صهوات جياد الحرية