أنا رب اسرة عمري36 عاما وزوجتي سيدة بسيطة ولدي3 ابناء في مراحل التعليم وطفلة عمرها3 سنوات, ويقيم والدي ووالدتي معنا في منزل ريفي متواضع بقرية صغيرة تابعة لمركز المنيا, وانا العائل الوحيد لهم وأعمل بوابا لعمارة في حي الهرم بالجيزة, واسافر إلي بلدتي كل عدة شهور بعد أن أكون قد جمعت مبلغا من المال يسهم ولو بالقليل في تدبير شئون اسرتي من مأكل وملبس وعلاج ودراسة. وفي احد ايام البرد القارس هذا العام شب حريق هائل في بيتي الصغير خلال إشعالهم نارا للتدفئة مما تسبب في تدمير كل شيء بالمنزل, وطالت ألسنة اللهب اثنتين من اطفالي واصيبتا بحروق شديدة ولم تتحمل الصغيرة ذات ال3 سنوات ما اصابها ورحلت عن الحياة بعد ثلاثة ايام فقط متأثرة بجروحها وحروقها الغائرة ولم تفلح جهود الأطباء في انقاذها. والآن وبعد مرور شهر تقريبا من وقوع هذا الحادث الاليم مازالت ابنتي الاخري وعمرها8 سنوات تحت الرعاية المركزة وهي مصابة بحروق شديدة بالساق اليسري والوجه بأكمله وتحتاج إلي عدة جراحات لإنقاذها من الآلام المبرحة والتشوهات الكبيرة.. انني اب ولكن اجدني عاجزا عن أن فعل اي شيء لها ويحزنني ما اصابها واختفاء ملامحها الجميلة.. وبالرغم من انها طفلة إلا انها تدرك حجم المأساة التي تعيشها واشعر بتعبها النفسي. انني عامل بسيط واجري ضئيل وبرغم ذلك طردني اتحاد ملاك العمارة لانني ذهبت إلي بلدتي لمتابعة حالة ابنتي لمدة اسبوعين, وهكذا فقدت مصدر رزقي الوحيد. ففوضت امري إلي الله وخرجت إلي الشوارع بحثا عن عمل آخر, وبتوفيق الله تعاطف معي احد السكان في عمارة مجاورة للعمارة التي كنت أعمل بها واسند إلي مهمة مؤقتة في العمارة, فماذا افعل ومن اين ادبر نفقات علاج ابنتي واحتياجات اسرتي؟ * من فضل الله علينا ان جعل بيننا من يتوقون إلي عمل الخير لكسب رضاه والفوز بمغفرته ورضوانه, ومن حق المحتاجين عليهم ان يقفوا إلي جوارهم ويؤازروهم في محنتهم.. وانتم ياسيدي اسرة من هؤلاء البسطاء, فحق علي القادرين ان ينتشلوكم مما انتم فيه بتوفير العلاج اللازم لطفلتك حتي تعود كما كانت سليمة من كل اذي.. وارجو من اصحاب العمارة التي كنت تعمل بوابا لها ان يعلموا ان الامور لاتؤخذ بهذه الطريقة, وما دامت هناك ظروف قاسية حالت دون عودتك إليهم علي مدي اسبوعين كاملين فان الواجب كان يحتم عليهم ان يتحملوا هذه المدة البسيطة.. ولكن لله في خلقه شئون وسوف يدبر لك أمرا كان مفعولا.. اما ابنتك الراحلة فأسال الله ان يتغمدها برحمته ويسكنها فسيح جناته ويلهمكم الصبر والسلوان.