المبادرة الجديدة التي سيعلنها خلال أيام بنك الائتمان الزراعي فيما يتعلق بصغار الفلاحين في المحافظات المتضررة بالسيول تؤكد حقيقة التفاعل الإيجابي بين المسئولين ومشكلات الناس, وخاصة البسطاء منهم. كما انها من جانب آخر تمثل فهم كل قطاع للمهمة الموكلة إليه بالضبط, ومن المعروف ان الدور الأساسي للبنوك الزراعية منذ انشائها في مصر هو دور تنموي, وليس لكسب المال. وهذه المبادرة الجديدة تأتي ضمن سلسلة من المبادرات, حيث سبقتها مبادرة إسقاط50% من ديون صغار الفلاحين, وانهت بناء علي قرار من الرئيس مبارك مشكلات65% من المتعثرين, وادت المبادرة الي تحمل الدولة مبلغ500 مليون جنيه. وهكذا تأتي المبادرة الجديدة في هذا الاطار, حيث تتضمن العديد من التيسيرات علي صغار المزارعين في محافظات شمال وجنوب سيناء والوادي الجديد واسوان والشرقية. ومن بين هذه التيسيرات الاعفاء من جزء من الديون وجدولة الباقي علي10 سنوات, وايضا اسقاط الفوائد, ولعلنا نتذكر رد الفعل الرئاسي من جانب الرئيس مبارك علي حادث السيول, حيث امر سيادته بتجنيد كل الجهات والهيئات في الدولة لتعويض هؤلاء المتضررين, وبسرعة, وتبقي الاشارة الي أن هذه المبادرة من جانب البنك الزراعي ليست عملا خيريا او حسنة او تطوعا, بل هي اجراء تنموي بالاساس, اذ ان هدفها هو اعادة تأهيل هؤلاء المزارعين حتي يصبحوا قادرين علي الانتاج من جديد. ولاشك في ان المطلوب ليس فقط اسقاط الديون, بل اتاحة قروض جديدة لهؤلاء الفلاحين وبشروط ميسرة كي يتحقق في نهاية الامر الهدف الرئيسي من المبادرة, وهو زيادة الانتاج الزراعي المصري. ثم ان البنك بهذه المبادرة الذكية, ومن خلال اعادة جدولة ديون الفلاحين, سوف يستعيد بعض قروضه من القادرين منهم علي السداد.. وهو امر سيؤدي بالتأكيد الي تحسين الموقف المالي للبنك.. ونتمني ان تفكر كل قطاعات البيروقراطية المصرية بهذه الطريقة, ونسمع عن المزيد من المبادرات.