استغلالا لحالة الانفلات الامني وحل المجالس المحلية قام بعض المقاولين واصحاب الاراضي من ضعاف النفوس بالبناء بالمخالفة ودون الحصول علي ترخيص, مناطق كثيرة بمصر ومنها منطقة زهراء مصر القدمة والتي كانت تتميز بطابع خاص في البناء منذ الستينيات لأهمية المنطقة من الناحية الأثرية حيث حددت نسبة البناء ب55% فقط من مساحة الارض, علي ان تكون باقي المساحة خضراء بين الجيران, وبدأت تظهر في المنطقة بعض العقارات الشيطانية التي تم بناؤها في وقت قياسي ولم تلتزم بشروط البناء الخاصة بالمنطقة هناك بل ان بعضها قام بالبناء دون ترخيص نهائيا, واصبح منظرها العام شاذا في المنطقة التي كانت تحتفظ بطابعها الخاص قرب الاماكن الاثرية ومجمع الاديان في مصر القديمة, احد تلك العمارات والتي تقع في4 ميدان عبدالخالق صابر قام اصحابها بالبناء دون ترخيص ودون ان يتركوا اسم واحد بينهم وبين جيرانهم, بل ولاحظ السكان ايضا المقاول لم يقم بوضع اساسات واكتفي بحصيرة خرسانية ولا يعلم احد حتي الآن كم دورا سترتفع العمارة, فقد وصلت الآن الي الدور الثاني. عماره اخري ب14 شارع احمد خيري قام مالكها بعد الثورة وبعد الانتهاء من بنائها طبقا للشروط والتراخيص بالبناء في المساحة الخضراء به وبين جيرانه حتي يقوم بتوسيع مساحات الشقق ليجني من ورائها ارباحا اكثر حيث وصل سعر المتر بالمنطقة الي 4000 جنيه, بالاضافة الي قيام العديد من اصحاب العمارات بتعلية الادوار بالمخالفة حتي ان احد العقارات في شارع الرماية والذي يبلغ ارتفاعه اربعة ادوار تم تعليته سبعة ادوار أخري!! أي ضعف عدد الادوار الاصلية رغم انه عقار قديم واساساته لاتحتمل الادوار الزائدة, مما يشكل خطورة بالغة علي ارواح ساكنيه ويعرضه لخطر الانهيار في أي وقت, وعندما قام اهالي الزهراء القدماء والذين شعروا بالغيرة لتحول منطقتهم المتميزة الي عشوائيات بالتوجه الي المحافظة لتقديم شكاوي مما يحدث, افادهم المسئولون هناك بان الحمل عليهم اصبح ثقيلا بعد ان تم حل المجالس المحلية واصبحت مسئولية الاحياء والتراخيص والمخالفات تقع علي كاهلهم بالكامل, وشكل بعضهم لجنة شعبية للتصدي للمخالفين ولكن اللجنة الشعبية تراجعت خشية وقوع مصادمات بالاسلحة بين الاهالي واصحاب العمارات, مما سيحول المنطقة الي ساحة حرب وسفك دماء بين العائلات التي تقطن في المنطقة منذ سنوات, وقام خطيب مسجد عبدالخالق صابر بالدعاء يوم الجمعة علي كل من يؤذي المنطقة ويخالف تنظيمها ولكن دون ان يرتدع المخالفون, ومازالت العمارات الشيطانية تتطفل علي منطقة زهراء مصر القديمة وتشوه جمال المنطقة والمحافظة لا تحرك ساكنا.