ستظل الأيدي العاملة المصرية تتلف في حرير فقد نجحت هذه الأيدي المعجونة بمهارة وموهبة في إعادة تصنيع ترام الطفطف الذي أسعد السكندريين عندما شاهدوه وهو يطوف شوارع المدينة. فتزاحمت الجماهير علي شباك التذاكر للاستمتاع بركوبه وهي تغني يا ليالي الأنس عودي لنا.. وقصة ترام الطفطف السياحي كما يحكيها اللواء شيرين مجد الدين قاسم وكيل وزارة النقل البري بالإسكندرية بدأت بفكرة بسيطة تعتمد علي مزج الماضي بالحاضر, فالمدينة كان بها ترام سياحي منذ عام1913 يجذب السياح وأبناء الثغر لركوبه فقررنا إحياء هذه الفكرة وتنفيذها بإمكانيات حديثة في ورش المدينة بكرموز وبأيدي وأدوات مصرية100%. ويضيف اللواء شيرين أن الترام الطفطف مكون من عربتين, فهو جميل وإنسيابي الشكل وسرعته محدودة لضمان سلامة الركاب ومصنع من خامات بسيطة ومتوافرة مثل الحديد والخشب والبلاستيك حسب المواصفات العالمية.. وقد تم تصنيع سقف الترام من مادة البلاستيك الشفاف غير القابلة للاشتعال ولاتتأثر بالشرارة الناتجة عن الكهرباء ولا بالعوامل الجوية من أمطار ورياح مما يتيح للراكبين التمتع بمشاهدة معالم المدينة وهم جلوس بداخله صيفا وشتاء, وتم تصميم المقاعد بطريقة متحركة تمكن العائلات من الجلوس في مواجهة بعضها البعض. أما صاحب الفكرة المهندس مجدي جابر محمد مدير عام ترام المدينة فيقول إننا استطعنا تحويل عربة من الخردة كانت مستوردة من الدانمرك عام1969 الي هذا الطفطف السياحي بتكلفة لاتزيد علي عشرة الاف جنيه واستغرق التصنيع شهرين وأضاف أننا نفكر الآن في تكرار التجربة ولكن باستخدام خامات محلية.. وعن مسار الترام قال إنها تسير في المناطق الشعبية من كرموز الي رأس التين وسعر التذكرة50 قرشا, وقد جاء تسيير الترام الطفطف في هذا الخط استجابة لرغبة أهالي هذه المناطق.