أعرب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عن القلق البالغ إزاء الظروف القاسية البالغة الصعوبة التي يعيشها أكثر من 85 ألف شخص نزحوا من الفلوجة والمناطق المحيطة بها في الأنبار خلال شهر من العمليات العسكرية لتحريرها من قبضة تنظيم(داعش) الإرهابي. وقام برنامج الأغذية العالمي من خلال شركائه بالاستجابة الفورية حيث وزع حتى الآن ما يكفي من الحصص الغذائية لإطعام ما يقرب من 75 ألف شخص من النازحين الجدد الذين يصلون إلى المخيمات في مدينتي الحبانية السياحية وعامرية الفلوجة. وتحتوي كل حصة على الأغذية الجاهزة للتناول لإطعام أسرة كاملة لمدة ثلاثة أيام وانطلاقا من روح العطاء التي تميز شهر رمضان المبارك، تقوم منظمات أخرى بتوزيع حصص غذائية إضافية تكمل حصص برنامج الأغذية العالمي، مما يجعلها تكفي الأسر أسبوعا كاملاً. وقالت نائب المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في العراق مها أحمد إن أهالي الفلوجة يعانون منذ عدة أشهر تحت الحصار دون الحصول على الغذاء أو الرعاية الطبية، وأن الوصول إليهم الآن بالطعام المنقذ للحياة والمساعدات الإنسانية الأخرى بات أولوية قصوى مطلقة. وأضافت: ان الوضع "مفجع للغاية"، التقينا هذا الأسبوع بأم شابة نجت من العنف في الفلوجة، وهي تحمل طفلها حديث الولادة على ذراعيها عمره 4 أيام فقط عندما لاذوا بالفرار. وأشارت إلى أنه منذ بدء العمليات العسكرية في 23 مايو الماضي لاستعادة السيطرة على المدينة من قبضة داعش ، فرت موجات من الناس من الفلوجة والمناطق المحيطة بها، وتجمع النازحون في عشرات المخيمات الصغيرة حيث الظروف قاسية جدا، وحيث يضطر العديد من الأسر للمشاركة في خيام مكتظة، بينما تتقطع السبل بآخرين في الصحراء أو يؤوون إلى المساجد والمدارس. وأكدت أنها تعمل مع الشركاء في المجال الإنساني لضمان تقديم الإغاثة السريعة والشاملة للأسر المتضررة التي عانت الكثير بالفعل، مشيرة إلى أن برنامج الأغذية العالمي يرسل حصصاً غذائية عاجلة إضافية وحصصاً عائلية من مستودعه ببغداد من أجل توفير الإغاثة الغذائية العاجلة للعدد المتزايد من النازحين. ويتم تمويل برنامج الأغذية العالمي بالكامل من التبرعات الطوعية، ويعتمد على الدعم المقدم من الحكومات والشركات الخاصة والأفراد من أجل تقديم المساعدات الغذائية للناس في العراق. ومن أجل الاستمرار في مساعدة الأسر النازحة في الأشهر الستة المقبلة يحتاج برنامج الأغذية العالمي بشكل عاجل لما مجموعه 34 مليون دولار أمريكي.. والبرنامج هو أكبر منظمة إنسانية في العالم لمكافحة الجوع ويقوم على تقديم المساعدات الغذائية في حالات الطوارئ ويعمل مع المجتمعات لتحسين التغذية وبناء قدرتها على الصمود ، ويساعد البرنامج حوالي 80 مليون شخص في نحو 80 بلداً سنويا.