لم تجد ملجأ من قسوة البشر، حتى بدأت تفتح لها الحياة أبواب الرحمة، عندما عرضت عليها إحدى السيدات العمل لديها كخادمة حتى تخلصها من قسوة زوجها، ولكنها لم تصن الجميل وقامت بسرقة مخدومتها لكنها سقطت أسرع مما تخيل، قصة نهى تركناه ترويها بلسانها وعيونها الدامعة فماذا قالت؟. تقول نهى، عمري 37 سنة، وهذا هو العمر الحقيقي في البطاقة الشخص، لكن ما تعرضت له من قسوة وإهمال ومصاعب في حياتي يفوق هذا العمر بمراحل كثيرة، كل الظروف وقفت ضدي خاصة أن زوجي هو من دفعني للعمل كخادمة، لأنه رجل بلا نخوة كل ما يشغله الأموال فقط، حتى أطفالي تحملت مسؤوليتهم. ولدت في كنف أسرة بسيطة الحال بالسويس، والدي كان هو العائل الوحيد لنا لكنه أصيب بمرض خطير جعله طريح الفراش، كنت احلم بالمستقبل الباهر وبالزوج الثري الذي ينتشلني من حياة الفقر التي أعيشها خصوصا وأنا أتمتع بقدر من الجمال، لكن يبدو أن الجمال ليس كل شئ في بعض الأحيان فبسبب ظروفي كل من تقدم لي كان دون مستوى أحلامي وطموحاتي، رفضت الكثير منهم حتى استقر بي المقام على زوجي الحالي، لكن تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن، فمنذ اليوم الأول للزواج اكتشفت أن زوجي تزوجني من أجل مزاجه الشخصي فقط لا غير، كل سلوكياته كانت شاذة ومشينة، ولكن هذا الأمر لا يشغله كثيرا فمتعته ومزاجه الشخصي كان هو شغله الشاغل، مما جعلني أكره جسدي ونفسي ولكن ما باليد حيلة فالبديل كان أقسى وأصعب وهو العودة لمنزل والدي الأكثر فقرا. وتواصل نهي كلامها قائلة، زوجي كان صاحب مزاج يطلب منى الأنفاق عليه، ووصل به الحال إلى التعدي علي بالضرب ليجبرني على العمل حتى انفق عليه وعلى مزاجه الخاص، حتى ولو على حساب كرامته ورجولته، كثيرا ما أخبرته إنني أتعرض لمضايقات من بعد أرباب البيوت ونظرتهم لي لكنه كان لا يعر الموضوع أي اهتمام مدام أنا احضر الأموال اللازمة لمزاجه. وتستطرد نهى قائلة، استمر الحال بي هكذا لمدة 4 سنوات، أنجبت خلالها طفلين، ودفعني زوجي للعمل في البيوت وبسبب طلباته التي لا تنتهي، اضطررت لسرقة البيوت التي كنت اعمل بها وأكثر من مرة كان يتم الإمساك بي وطردي من المنزل لذا ساءت سمعتي كثيرا، لذا انتقلت إلى القاهرة وعن طريق إحدى صديقاتي وفرت لها فرصة عمل من ذهب عند سيدة عجوز تعيش بمفردها ولديها من الأموال والمجوهرات الكثير والكثير، عدة أشهر وأنا أعمل عندها حتى جاءت الفرصة المناسبة التي كثيرا ما انتظرتها، عندما غادرت السيدة العجوز الشقة لزيارة إحدى أولادها وتركتني داخل الشقة لتنظيفها لحين عودتها، فجاءه وجدت نفسي أمام صندوق مجوهراتها الموجود بدولاب غرفة النوم مع وجود عدة ألاف مكن الجنيهات، لم استغرق وقتا طويلا في التفكير فقررت الفوز بصفقة العمر التي سأرتاح بعدها من كل مشاكلي، لكن يبدو إنني كنت مخطئة حيث سقطت في قبضة رجال المباحث أسرع مما توقعت. على الجانب الأخر عندما عادت السيدة الثرية، وجدت الشقة في أفضل حال من حيث النظافة والأناقة، ولم يدر بخدلها ما حدث، دلفت إلى غرفتها استبدلت ملابسها وخلدت للنوم دون أن تكتشف أي شئ، لكن في صباح اليوم التالي، لم تصل نهى في موعدها كما هو معتاد لمتابعة السيدة وعندما همت بالاتصال بها وجدت هاتفها مغلق، فشكت في الأمر وعندما بثت في دولابها فوجئت باختفاء مشغولاتها الذهبية بالكامل ومبلغ من المال بما يعادل مليون جنيه، كان الأمر يمثل بالنسبة لها مفاجأة قاسية، فتوجهت على الفور للمقدم سمير مجدي رئيس مباحث مصر الجديدة وقدمت بلاغًا تضمن مواصفات الخادمة اللصة، على الفور تم تشكيل فريق، وبتكثيف التحريات تم القبض على المتهمة قبل هروبها وعثر معها على المضبوطات، حيث تم تحرير محضر بالواقعة وإحالتها للنيابة العامة التي أمرت بحبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات الجارية معها.