بعد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، كان الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند، ضيفاً على مصر، زار خلال جولته التي تستمرت يومين مجلس النواب، والمتحف القبطي، ولكنها ليست زيارة ترفيهية أو حتى بروتوكولية، فالسياسة لا تعرف إلا لغة البراجماتية. زيارة الرئيس الفرنسي هولاند إلى مصر حملت أبعاداً سياسية وإقتصادية للبلدين، وربما سيكون الرابح الأكبر منها بلاد النور، حيث من المتوقع أن يتم توقيع عدد من الصفقات التجارية بين البلدين، تأتي في مقدمتها تلك المتعلقة بتصدير أسلحة إلى القاهرة. محللون كثر رأوا في صفقات الأسلحة التي تعتزم مصر إبرامها مع فرنسا تحمل في طياتها رسالة سياسية ضمنية موجهة إلى الولاياتالمتحدة مفادها أن القاهرة تستطيع الحصول على السلاح من جهات أخر، وخاصة بعد تجميد واشنطن ولو بشكل مؤقت مساعدات عسكرية لمصر، والمتمثلة في ايقاف مقاتلات " إف 16" بلوك 52 و10 مروحيات أباتشي بعد 30 يونيو ثم أعادتها العام الماضي. السفير الفرنسي في القاهرة، "أندريه باران" أكد أن ثلاثين اتفاقية مزمع عقدها خلال زيارة الرئيس الفرنسي إلى مصر، فيما أفادت وسائل إعلام فرنسية بأن الصفقات العسكرية ستكون أبرز الملفات التي سيتم إتمام الإتفاق حولها، حيث سيكون إجمالي قيمة صفقات السلاح المزمع عقدها تصل إلى نحو 1.1 مليار دورلار، لتكون فرنسا بذلك المورد الأول للأسلحة إلى مصر، وبالتالي يتم الإعتماد بصورة أكبر على السلاح الفرنسي وليس الأميركي، كما كان متبعاً منذ ابرام معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979. صفقة شراء قمر صناعي للإتصالات العسكرية ب 600 مليون يوروفي الوقت الذي يزور الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند مصر، يوجد وفد مصري رفيع المستوى في باريس؛ لإنهاء تفاصيل الصفقات التي سيتم التوقيع عليها بالتزمن مع الزيارة، لعل أهم تلك الصفقات تتمحور حول توقيع عقد تشتري مصر بمقتضاه قمراً للإتصالات العسكرية بكلفة 600 مليون يورو. العمر الإفتراضي لعمل القمر الصناعي الجديد في الفضاء يصل إلى 11 عامًا. القمر الصناعي العسكري الجديد إنتاج مشترك بين شركة إيرباص سبيس سيستمز التابعة لمجموعة إيرباص وشركة "تاليس ألينيا" المملوكة لكل من مجموعة تاليس الفرنسية لصناعة الأسلحة، و"فينميكانيكا" الإيطالية، التي غيرت اسمها إلى "ليوناردو". مقاتلات الرافال مقاتلات الرافال كان لها نصيب الأسد طبعا في المفاوضات المصرية الفرنسية، حيث من المقرر أن يتم الحصول على 12 مقاتلة من هذا الطراز، والتي كانت متضمنة كعدد إضافي على العقد الموقعة في فبراير من العام الماضي. شراء 4 سفن حربية وأسلحة بحرية متنوعة كما سيتم التفاوض بين الجانب المصري ونظيره الفرنسي على شراء 4 سفن حربية من بينها فرقاطتان من طراز "جويند"، الصفقة تبلغ قيمتها 550 مليون يورو، كما سيم تزويد مصر بأسلحة بحرية متنوعة، تبلغ قيمتها أكثر من 300 مليون يورو، ناهيك عن اتفاقية ثالثة للحصول على فرقاطة أخرى من طراز "فريم"، إضافة إلى تسليح الفرقاطات الأربع التي سبق وان اشترتها مصر في يوليو 2014، بنحو 700 مليون يورو. توريد كورفيتات إلى مصر وإنتاج عددها منها في الداخل على صعيد متصل ما يزال التفاوض مستمراً علي التعاقد لتوريد عدد 2 "كورفيت جاويند 2500" و اللذان كانا ضمن خيار إضافي في عقود سابقة، تم توقيعها خلال يونيو 2014 للحصول علي 4 كورفيتات من نفس النوع، و2 إضافي، مع بناء 3 في مصر، حيث بدأت بالفعل مراسم الإحتفال ببدء تقطيع أول صفيحة معدنية في ترسانة الأسكندرية البحرية، من أجل بناء أول كورفيت مصري من طراز جاويند 2500. مقاتلات من طراز "فالكون إكس - 7" الصفقات العسكرية التي تعتزم مصر عقدها مع الجانب الفرنسي تشمل أيضاً شراء 4 مقاتلات من طراز "فالكون إكس-7" بكلفة إجمالية تبلغ 300 مليون يورو، لتكون بديلاً عن أسطول الطائرات الأميركية من الطراز نفسه. مروحيات قتالية الجانب الفرنسي سوق جيداً لابرام صفقات مع مصر من أجل إمداد الأخيرة ب 24 طائرة مروحية، بيد أن المفاوضات ما تزال في مراحلها الأولى، حيث لم يتم الوصول إلى حل نهائي حول تلك الصفقة. الاتفاقيات التي يعتزم الجانب المصري إبرامها مع الفرنسيين، وخاصة التي تتعلق بالأسلحة منها، من المؤكد أنها ستفتح أفاقاً جديدة لتطوير أداء المؤسسة العسكرية في مصر، فهل يمتهد هذا النهج إلى بقية مؤسسات الدولة أم سيظل قاصراً داخل أسوارها؟