كل الأصابع تشير إلى "الجن" في حرائق منازل الصعيد.. ومحاولات القساوسة والشيوخ دون جدوى

بعد أن اختفت حرائق الجن لمدة شهور دون أي حادثة في قرى بصعيد مصر، عادت مرة أخرى للظهور ولكن هذه المرة في محافظة كفر الشيخ وبالتحديد عزبة البسطويسى التابعة لقرية "فدان الفقى" فى مركز سيدى سالم، بعد أن اشتعلت النيران في الستائر والمراتب وانطفأت فجأة، وزعم أهالى العزبة أن الجن وراء الحرائق المتجددة، كما شهدت 3 منازل اندلاعا مفاجئا للنيران فى أوقات متقطعة دون سبب.
ولكن غلب الخوف على أهالي العديد من قرى محافظات مصر المختلفة والتي شهدت حوادث متكررة لاشتعال النيران في منازلهم دون معرفة سبب مصحوبة بمزاعم أن الجن هو من يقوم بإشعال الحرائق.
ونرصد خلال هذا التقرير أبرز حوادث حرق الجان لمنازل المواطنين بعدد من المحافظات:
حادثة "قنا" سبتمبر 2014في سبتمبر 2014 عادت كارثة اشتعال النيران في منازل قرية "الترامسة" بصعيد مصر في محافظة قنا، بدون وجود فاعل فيما التهمت النيران 10 منازل بشكل كامل وبصورة مرعبة، كما التهمت بقايا المنازل التي احترقت في السابق.
وأكد أحد أهالي القرية بأن الحريق هذه المرة مختلف عن السابق وبصورة أكبر مما جعل أهالي القرية يصابوا بالذعر ويتركوا كل شئ مهرولين لإنقاذ أي شئ من منازلهم، وأحضروا القساوسة والشيوخ محاولة منهم التخلص من أذى الجن ولكن دون جدوى.
وجاء ذلك بعد أن هدأت القرية قبل شهر وتحديدا بأكتوبر 2014 حين قامت الإعلامية ريهام سعيد بالذهاب إلي القرية واصطحبت معها المعالج بالقرآن ونائب مجلس الشعب السابق علاء حسانين لحل تلك المشكلة، وأوضح حسانين أن القرية بها أشياء خارقة مثل إشعال النيران في المياه ودولاب الملابس بجانب النار التي تخرج من باطن الأرض.
فيما نفى حسانين، ما تردد بين أهالي القرية أن سبب الحرائق هو غضب الجان من حفرهم للتنقيب على الآثار، وأرجع السبب الحقيقي إلي قيام أحد أفراد القرية بضرب جني كان على هيئة حيوان، فقام أقرانه بإلحاق الأذى بالقرية.
حادثة المنيا يونيو 2015وعلى الجانب الغربي لمركز سمالوط بمحافظة المنيا، اتهمت أهالي قرية الطيبة "الجن" بأنه هو المتسبب في اندلاع الحرائق بصورة متكررة وعلى مدار أيام متتالية لبعض منازلهم، وأرجعوا السبب إلى أن الجن غاضب من بعض الأهالي مما يجعله ينتقم منهم بحرق مساكنهم.
وأكد محمد تواب أحد متضرري القرية في إحدى اللقاءات، أن النيران تشتعل في عدد من المنازل بوقت واحد لتبدأ من أسفل المنزل لأعلاه، ملتهمة كل شئ يقابلها ولا تمس المصاحف وسجاجيد الصلاة، ثم تختفي فجأة بمجرد ذكر اسم "الله" وترديد الآيات القرآنية بصوت عالي وقوي، كما تختفي الحرائق مع وصول قوات الحماية المدنية.
ولفت إلى أن الأهالي استعانوا بالمشايخ الذين أكدوا أن هذه الحرائق من فعل الجن بسبب أذى بعض الأهالي لأقرانهم.
حادثة "بني سويف" إبريل 2015في أحد الشوارع الضيقة بعزبة النجار التابعة لقرية الدوالطة في محافظة بني سويف، تسكن عائلة مكونة من بسبعة منازل متجاورة، تشتعل النيران بتلك المنازل بصورة يومية دون سبب، وكانت نتيجة تلك النيران التهام 4 منازل بكل محتوياتها وتحولها لكتلة متفحمة غير صالحة للسكن مرة أخرى، و3 منازل أخرى تشتعل بها النيران بصورة متكررة بحوائطها وبعض أثاثها.
وقال عبد الرحمن صالح صاحب أحد المنازل المشتعلة في أحد اللقاءات، إنهم كانوا يشمون رائحة الدخان بأجزاء مختلفة من المنزل وحين الذهاب لمكان الدخان نجد النيران تشتعل فيه دون سبب واضح.
فيما أوضح عبدالرحمن، أنهم استعانوا بعدد من المشايخ ليروي كل منهم قصة غير الأخرى، فبعضهم قال إنه جن ساكن بالبيت، وهناك من يعتقدوا أنه سحر مسلط من أناس بعينها كى يتركوا المنزل، وآخرون قالوا إن الجن غاضب من أصحاب المنزل، وأخيرًا استعانوا بأحد الشيوخ الذين لهم باع بهذه الموضوعات ببني سويف والذي قال بأن قبيلة من الجن تنتقم لأحد أفرادها الذي أصيب بمكروه إثر سكب أحد الأهالي "المياه أو الزيت المغلي" بدورات المياه.
حادثة سوهاج 2015بقرية عرابة أبو الدهب محافظة سوهاج، نشب حريق ب25 منزلا وحوش، دون وجود فاعل للحريق، وزعم الأهالي أن السبب وراء ذلك هو "الجن"، واتهم المتضررين أحد جيرانهم بأنه يستعين بالجن للبحث والتنقيب عن الآثار أسفل منزله مما تسبب في إشعال الجن لمنازلهم وأحواشهم، ونفوق عدد من الماشية، وتكرر الحادث خلال نفس الشهر وتسبب في إشعال 6 منازل أخرى.
ومع تحريات أجهزة الشرطة والمباحث اكتشفوا حفرة عمقها 8 متر بمنزله، والذي ادعى أنها حفر للصرف الصحي.
حادثة ديرب نجم بالشرقيةفي يناير 2016، سيطرت حالة من الرعب على أهالي قرية مناصافور فى ديرب نجم والشرقاوية فى كفر صقر بمحافظة الشرقية، بعد أن التهمت النيران عدد كبير من منازلهم بكل ما فيها ما عدا الآيات القرآنية، مع تأكيد وزارة الأوقاف المتمثلة في الدكتور "محمد العريني" مدير إدارة الدعوة بمديرية أوقاف الشرقية، في تصريحات صحفية أن السبب الغالب وراء تلك الحرائق هو "الجان" مطالبين أهالي القرية بترديد الأذان فور نشوب النيران، مع تشغيل القرآن الكريم بجانب قراءة المعوذتين وآية الكرسي، مؤكدين أن عقب ذلك سينصرف الجان عن القرية بإذن الله.
وكان أهالي القرية يعانون من هذه الحرائق قبل الواقعة بشهرين إلى أن قاموا هذه المرة بتحرير محاضر بأقسام الشرطة ضد الجن.