مصر مهد الحضارات والثقافات والأديان منها وفيها مر العديد من الفلاسفة والمثقفين والمشاهير من حملوا لواء المعرفة والرقي والفن، وبمناسبة عيد الاستقلال لدولة اليونان، نتذكر العديد من هذه الأسماء والرموز التي مرت يوما بمصر وعملت بها فكانت إلهاما لها. وفقا لمقال نشر في هذا اليوم، من عام 1930، نشرت الكاتبة مي زيادة، مقال بمناسبة الذكرى ال 100 لاستقلال اليونان، نشر في جريدة الأهرام أشارت فيه إلى قدوم عدد من كبار علماء اليونان وفلاسفتهم إلى مصر ليتخرجوا من مدارس هليوبوليس وممفيس وطيبة، وأشهرهم فيثاغورس وصولون وهيرودتس وأفلاطون الذي لبث في مدرسة هليوبوليس القديمة مع صديقه بودكسس 13 عامًا، فلا شك أنْ كان لمصر أثر يُذكَر في ما أخرجه أولئك الأفذاذ لبلادهم وللعالم من فلسفة وحكمة وعلم وتشريع وآداب. ثم كانت وثبة الإسكندر، فبعد أنْ أخضع جميع بلاد اليونان لشوكة مكدونيا جاز بجيوشه اليلسبون (مضيق الدردنيل)، وفتح بلادًا عدة منها سوريا ومصر، وشاد مدينة الإسكندرية حيث قام عرش البطالسة مدة ثلاثة قرون، وظلت الإسكندرية إلى ما بعد القرن الرابع للميلاد وسطًا شرقيًّا عظيمًا، تلخصت فيه حضارة اليونان وثقافتهم، وازدهرت في ربوعه حكمتهم وفلسفتهم وآدابهم على مرِّ العصور، والشعوب بحار يغور فيها موج ليتعالى موج، فخضعت بلاد اليونان لمملكة الشرق وتوالت عليها الغارات من أقوام مختلفين، حتى استولى عليها الأتراك في القرن الخامس عشر وظلت في قبضتهم شأن غيرها من جاراتها البلقانيات، إلى أنْ ثارت ثورتها الأولى سنة 1821 واشتبكت معهم في حروب بقيت أعوامًا، ولم يُعترَف باستقلالها إلَّا في مؤتمر لندن سنة 1830. بدأت حرب الاستقلال اليُونانيّة عام 1821م، وتغلب اليُونانيون على الأتراك العثمانيين، وسيطروا على مناطق متعددة في اليُونان. وفي عام 1825م، وبمساعدة الأسطول المصري اقتحم الأتراك اليُونان من الشمال، وأعادوا احتلال المناطق التي حررها اليونانيون، ولكن ذلك لم يوقف الثورة. وفي عام 1827م اتفقت فرنساوروسيا وبريطانيا على استعمال القوة لإنهاء المعارك، وقام أسطول بحري للدول الثلاث بتدمير الأسطول الجزائري والتركي والمصري في معركة نافارينو، ثم أعلنت روسيا الحرب على الدولة العثمانية في عام 1828م، فانسحب الأتراك من اليونان لمحاربة الروس. وبعد انسحاب المصريين أصبحت اليُونان دولة مستقلة عام 1829م. عُقدت اتفاقية لندن عام 1830م، واعترفت كل من فرنساوروسيا وبريطانيا باليُونان دولة مُستقلة، وتعهدوا بحمايتها. وفي عام 1832م نودي بالأمير أوتو ليكون أول ملك لليونان، وتم تثبيت الحدود السياسية للدولة. ومن أبرز هؤلاء المشاهير في القرن العشرين كانت الممثلة ومصممة الرقصات والراقصة الاستعراضية المصرية، نيللي مظلوم، من أصول يونانية، ولدت في الإسكندرية عام 1925، وبدأت الرقص على المسرح منذ كانت في ال5 من عمرها، وبرزت في مجالها حتى صارت من الرائدات في الرقص المعاصر، وقامت بتأسيس مدرسة للباليه. شاركت في بطولة عدد من الأفلام خلال حقبتي الأربعينات والخمسينات، وكانت شخصية «لاتانيا» في فيلم «ابن حميدو» من أبرز شخصياتها، هاجرت من مصر في منتصف الستينات بعد المصاعب التي واجهتها فيما يتعلق بفرقتها، واستقرت في اليونان، وأسست مدرسة للرقص. الفنان عادل أدهمولد عادل أدهم في 8 مارس 1928، بحي الجمرك بالإسكندرية، كان والده محمد حسن أدهم موظف كبير بالحكومة، ووالدته خديجة هانم تاكوش من أبوين أحدهما تركي والآخر يوناني، وكان يمارس ألعاب القوى في المدرسة، لكنه تميز في رياضة الجمباز وتفوق فيها، كما مارس رياضات الملاكمة، والمصارعة، والسباحة، وكان أصدقاؤه يلقبونه ب«البرنس»، حاول أن يتجه إلى التمثيل في بداية حياته، لكنه عدل عن الفكرة لسنوات بسبب رأي أنور وجدي عنه، الذي كان يرى أنه لا يصلح لذلك، فاتجه إلى الرقص في فرقة رضا، وفقا لصحيفة «الرياض». نادية لطفي ولدت بولا لطفي شفيق، في 3 يناير 1938، لأسرة مسيحية، لأب فلسطيني الأصل عاش في مدينة قنا، وأم يونانية هاجر والدها إلى مصر، وتحديدا في محافظة الشرقية. ميمي جمال ولدت أمينة مصطفى جمال عام 1941 لأب مصري وأم يونانية، بدأت حياتها الفنية وهي طفلة بفيلم «أقوى من الحب»، ثم عملت في مسرح الفنانين المتحدين وفي فرق القطاع الخاص. ليلى علويولدت ليلى علوي في 1962، لأب مصري وأم يونانية، بدأت حياتها الفنية وهي طفلة، حيث عملت مع «أبلة فضيلة» في الإذاعة، وبرنامج «ماما سميحة» في التليفزيون، كما شاركت في العديد من برامج الأطفال، ودرست في مدارس فرنسية، وتخرجت في كلية التجارة عام 1991، واكتشفها نور الشريف وقدمها للمسرح. الراقصة نادية جمال إسمها الحقيقي ماريا كاريداس ولدت في الأسكندرية بمصر لأب يوناني وأم أيطالية، وقد بدأت الرقص وهي في سن ال15 من عمرها، اكتشفها الفنان فريد الأطرش. وعملت في عروض الرقص بملاهي القاهرة وأختار فريد الأطرش اسم «نادية جمال» لتكون البديلة للراقصة الشرقية سامية جمال، عادت إلى الظهور في بيروت وعملت في السينما اللبنانية والسينما الهندية ايضًا وذلك مع الممثل شامي كابور. توفيت عام 1990 وذلك بعد أصابتها في مرض السرطان.شاركت في 25 فيلما.