بعدما قننت مصر في أوائل القرن الماضي المخدرات والدعارة، حيث كان العاملون في المجالين يخضعون لرقابة شديدة ومتابعة من قبل السلطات. وكما هو معروف كانت الدعارة عمل رسمي للراقصات وكانت مهنة معترف بها وكانت اللائحة المنظمة للعمل في الدعارة تحتم على العاهرات الخضوع للكشف الطبى مرة شهريا، للتأكد من خلوهن من الأمراض التناسلية أو السرية". وحسبما قال الكاتب الصحفي مؤمن المحمدي، في تدوينة له عبر حسابه على "فيسبوك": "كانت العاهرات تذهبن لمستشفى "الحوض المرصود" - للأمراض الجلدية والتناسلية - في السيدة زينب، للفحص والكشف حتى وكان من يعطيهم التصريح موظف، واسم وظيفته "عر*" وهي كلمة خارجة، مثل الكمساري الذي يقطع التذاكر". كانت الفتيات تذهبن للكشف بواسطة العربة الكارو، ويقال إن الكشف الطبي كان دقيقا، وكانت بعض الفتيات تمنع من مزاولة المهنة ورفضهن، ولا يعطين الرخصة ومن تنجحن في الاختبار تعودن جماعة على العربات نفسها ومرددين "سالمة يا سلامة، رحنا وجينا بالسلامة"، مشيرًا إلى أنه يظن أن "سلامة" هو اسم الذكر الذي يصاحبهن فى الكشف الطبى، ويبشرنه بالنتيجة، متباهين بسلامتهن من الأمراض، ثم أخذ الأغنية سيد درويش الذي عالجها عام 1919 لتكون في شكل اجتماعي سياسي. وارتبطت مستشفى الحوض المرصود، بممارسة الدعارة بشكل كبير، فكانت تقاد إليه المضبوطات بالتحريض على ممارسة الدعارة فى الشوارع للكشف عليهن من الأمراض السرية، وكل هذا يدور فى وجود البلطجية والقوادين الذين يحاصرون المكان كي لا تهرب أية عاهرة بعد الكشف، وذلك حسبما ذكر الدكتور عبد الوهاب بكر، في كتاب "مجتمع القاهرة السرى 1900 1951".