لم تكن نهاية يوم عادي داخل أحد المنازل الهادئة بمحافظة الإسماعيلية، بل كانت لحظة إنسانية ثقيلة، اختلط فيها الحب بالحزن، والوفاء بالموت. دقائق قليلة فقط فصلت بين رحيل زوجين مسنّين، جمعتهما الحياة لعقود، وقررا دون موعد أن يغادراها معًا. بدأ المشهد بسقوط الزوج، البالغ من العمر 80 عامًا، إثر توقف مفاجئ بعضلة القلب. لم يكن هناك صراخ ولا استغاثة، فقط لحظة صمت كسرتها زوجته، 78 عامًا، التي هرعت إليه تحاول إنقاذه بما استطاعت، واضعة يديها على صدره في محاولة أخيرة لرد الروح إلى جسده. لكن الصدمة كانت أقسى من قدرتها على الاحتمال. فبينما كان جسده مسجّى على الأرض، خانها قلبها هي الأخرى، لتسقط بجواره وتفارق الحياة متأثرة بتوقف مفاجئ بعضلة القلب، في توقيت متقارب للغاية، كأن القلبين اتفقا على الرحيل معًا. بلاغ واحد تلقاه مرفق الإسعاف بالإسماعيلية، لكن الحقيقة التي كُشفت داخل المنزل كانت أبعد من مجرد واقعة وفاة. الزوج ممدد على الأرض، والزوجة مستندة إلى جسده، في وضعية تجسّد محاولة إنقاذ أخيرة لم تكتمل، لكنها تركت أثرًا إنسانيًا عميقًا. وأكدت المعاينة الأولية أن الوفاتين حدثتا بفارق دقائق قليلة، دون شبهة جنائية، في مشهد هزّ مشاعر من عاينوه، وأعاد إلى الأذهان قصص الوفاء الصامت الذي لا يُكتب إلا في لحظات الرحيل. رحل الزوجان كما عاشا: معًا. لا ضجيج، لا كلمات وداع، فقط قلبان توقّفا في توقيت واحد تقريبًا، ليتركا خلفهما حكاية قصيرة في تفاصيلها، عميقة في معناها، عن حب لا يعرف الفراق... حتى الموت.