فجر يوم السبت قبل الماضي، بينما كان الظلام قد أسدل ستائره على قرية المعصرة، التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، كان هناك من يتسلل عبر نافذة منزل الحاج عبدالعزيز، وعائلته الصغيرة، ليصل إلى غايته، وهي الانتقام، وتكون نهاية غايته هذه قتل 3 أروح لا ذنب لهم، والضحية في النهاية هما طفلين اصبحا بدون عائل لهما، بعدما شاهدا بأعينهما مذبحة سوف تظل عالقة في أذهانهما مدى الحياة. هذا ملخص لما حدث في محافظة الدقهلية لجريمة بشعة تقشعر لها الأبدان؛ بعدما أقدم زوج على إنهاء حياة زوجته ووالد ووالدة زوجته، تفاصيل تلك القصة المثيرة ولماذا أقبل الزوج على ارتكاب جريمته أمام طفليه الصغار؟، ترويها السطور التالية. ◄ جيران الأسرة: «السموم التي يتعاطاها حولته إلى قاتل منذ 5 سنوات، داخل قرية المعصرة التابعة لمركز ميت غمر، تقدم شاب يدعى أحمد محمد، إلى وفاء عبدالعزيز، الابنة الوحيدة لأسرتها، وفرحتهما الوحيدة، وعلى الرغم من أنها حاصلة على مؤهل عالٍ، إلا أنها أحبته ووافقت على الارتباط به، ورغم تحذيرات أسرتها من إتمام تلك الزيجة لكنها أصرت عليه، ولم تقف الأسرة أمام رغبة وفرحة ابنتهما الوحيدة، ووافقا على إتمام تلك الزيجة. ووسط حفل زفاف بهيج حضره الأهل والأحباب، عُقد قران وفاء على الشاب أحمد؛ الذي تعلق قلبها به، وكانت تتلهف مرور الأيام لإتمام زواجهما، وانتقلا للعيش في شقتهما الجديدة، متعاهدين على السير معا لتجاوز الصعاب والعراقيل دون التوقف؛ أملا في حياة زوجية سعيدة يسودها التفاهم والوئام، لكنها لم تدر أن أحلامها في تكوين عش زوجية سعيد سيتبدد، وأن الشاب الذي تعلق به قلبها سيحول حياتها جحيمًا، بل تنتهي حياة والديها على يده وهي ترقد في المستشفى تصارع الموت تاركة طفلين في ظلمة اليتم. بمجرد انتهاء شهر العسل، كشف أحمد عن وجهه القبيح لزوجته، وحول حياتها لجحيم، انقلبت حياتهما رأسا على عقب، ووسط حالة الحزن والمأساة التي تعيشها وفاء، زف إليها خبر حملها، شعرت بالسعادة وكأنها تمتلك الأرض بمن عليها، اعتقدت أن مولودها الجديد سيعيد السعادة والوئام لحياتهما مرة أخرى، مرت الأيام ووضعت طفلها الأول، وحال الزوج كما هو لم يتغير، حتى رزقا بطفلة ثانية. الحياة بينهما أصبحت صعبة، ومع ذلك كانت وفاء تتحمل من أجل طفليها، حتى والدها الحاج عبدالعزيز كان يساعدهما في المصاريف ولم يبخل عليهما بأي شيء، انفصلت وفاء عن زوجها مرة ولكنها عادت له بسبب طفليها وحبها الكبير له، حتى يوم الجريمة. قبل الجريمة ب12 ساعة؛حدثت مشاجرة بين وفاء وزوجها، فاضطر والد الزوج لطرده من البيت، والاتصال هاتفيا بالحاج عبدالعزيز والد وفاء؛ ليطلب منه أن يأتي ويأخذ ابنته وطفليها، وبالفعل تركت وفاء منزل زوجها وعادت لبيت أسرتها. لا أحد يعرف تحديدا ماذا حدث للزوج؛ الذي طغى الانتقام على قلبه فأعمى بصيرته وأصبح لا يرى إلا الدم والتنكيل، وتناسى عشرة 5 سنوات عاشتها معه زوجته. جلس تتقاذفه الأفكار السوداء، تتطاير من عينيه شرارة الحقد والانتقام، انتفض من مكانه واستل سكينا من المطبخ مصطحبًا سلم خشبي واتجه نحو بيت زوجته فجرًا. ◄ لحظة الجريمة المتهم يعلم أن حماه يقيم بمفرده فى شقة بالطابق الثانى، وحماته وزوجته وطفليه بالطابق الثالث، وأن بوابة المنزل تغلق بالأقفال من الداخل بحكم أنه بيت عائلة، فتسلل من شرفة السلم الداخلي بعدما صعدعلى السلم الخشبي الذي احضره معه لإتمام جريمته، وطرق الباب على الأب، وبمجرد فتحه الباب باغته بطعنات متفرقة فى البطن تسببت فى خروج أحشائه، وتركه غارقا في دمائه بكل قسوة وجحود ثم صعد إلى الطابق الثالث، وطرق الباب، اعتقدت حماته أنه زوجها، وما أن فتحت حتى انهال عليها بالطعنات المتفرقة في جسدها ورقبتها هي الاخرى، وأثناء محاولة زوجته الدفاع عن أمها، سقطت فوقها، فانهال عليها هى الأخرى بالطعن؛ منها طعنة شديدة طالت الرئة، وكسر قدميها وذراعيها، كل ذلك حدث امام طفليه، البالغين من العمر 3 و5 أعوام، دون أي رحمة، لدرجة أن الطفل أصيب بحالة من الهلع، واختبأ فى بلكونة المنزل، وظل يبكى، وبعد هروب الأب، عاد إلى والدته، كانت تصارع الموت، طلبت منه إيقاظ الجيران، وإلقاء مفتاح المنزل لهم، ثم هاتفت والدة المتهم، وأخبرتها بأنه قتل والديها، واستغاثت بها، وبعدها فقدت الوعى. أصوات الصراخ والشجار سمعها الحيران لكنها كانت منخفضة جدا وتُسمع بالكاد، وسرعان ما تعالت، وكانت مصحوبة ببكاء طفلين صغيرين ليلفت الصوت انتباه الجيران وبدأوا البحث عن مصدر الصوت ومن أين يأتى ليجدوا طفلًا لا يتجاوز عمره 5 سنوات يبكي فى شرفة بيت الحاج عبدالعزيز، ويردد: "بابا قتل جدوعبدالعزيز وتيتة وماما"، ثم ألقى مفتاح المنزل فى الشارع، ليصعد الجيران سريعا، ويعثرون على جثة الحاج عبدالعزيز وزوجته الحاجة صفاء غارقتين فى دمائهما، ووفاء تصارع الموت، مشهد صعب لم يتحمله الكبار فما بالكم بالطفلين الصغار، تمالك الأهالي أعصابهم ونقلوا وفاء للمستشفى في محاولة لإنقاذها؛ حيث جاء التشخيص المبدأي للمجني عليها أنها؛ تعانى مضاعفات خطيرة بسبب تأثر الرئة بالطعنة، حيث تعمل بكفاءة 40٪ فقط، ثم ما لبثت أن توفيت متأثرة بإصابتها الشديدة بعدما بذل الأطباء كل مجهود في محاولة لإنقاذها. ◄ بلاغ تلقت الأجهزة الأمنية بمحافظة الدقهلية، بلاغا بمقتل زوجة ووالديها على يد زوجها، بقرية المعصرة بدائرة المركز. وعلى الفور، انتقل ضباط وحدة مباحث مركز شرطة ميت غمر إلى مكان البلاغ، وبالفحص تبين وجود خلافات زوجية بين شاب يُدعى أحمد، 35 سنة، عامل بناء، وزوجته وفاء، 32 سنة، تركت على إثرها منزل الزوجية، وكشفت التحريات أن المتهم معتاد تناول المواد المخدرة، ويوم الواقعة تسلل إلى منزل أسرة زوجته فجرًا، باغت حماه عبد العزيز، 63 سنة، بطعنات في بطنه، ثم صعد إلى الطابق الثانى وطعن حماته، وتدعى صفاء، 53 سنة، وأثناء دفاع زوجته عن والدتها سدد لها عدة طعنات، وفر هاربًا، ضبط بعد دقائق قليلة قبل محاولة هروبه.. ومازالت التحقيقات مستمرة معه لكشف ملابسات الجريمة ودوافعه لارتكابها. حالة من الحزن سيطرت على أهالي القرية، الذين شهدوا جميعا بأخلاق وطيبة المجني عليهم، وأن الأسرة دائما ما كان جميع افرادهم في حالهم ولم يكن لهم أي عداوات مع أحد، بل كانوا يساعدون المتهم الذي ادمن هذه السموم فحولته إلى قاتل، لكنه قابل الإحسان بالإساءة، فأنهى حياتهم بدم بارد. الكل حزين ليس فقط على الضحايا الذين سالت دماؤهم بلا ذنب وإنما على الطفلين الصغار اللذين شاهدا والدهما يقتل أمهما وجدهما وجدتهما، طفلان فجأة في لحظة وجدا نفسهما وحيدين في تلك الحياة، هما فقط سوف يدفعان الثمن، فالأب حطم حياته بسبب إدمانه المواد المخدرة وانفق عليها ما معه من مال، فماذا جنى الآن؟!، لا شيء، فقط تلوثت يداه بالدم وقتل ثلاثة بينهم زوجته بلا ذنب واصبح قاب قوسين أو ادنى من حبل المشنقة أو أن يقضي ما تبقى من عمره خلف الأسوار تاركا طفلين في ظلمة اليتم، وهو خلف القضبان الآن ينتظر جزاء ما اقترفت يداه، وما فعله سيراه كوابيسا تنغص عليه حياته.