تعتبر نيفرت أبو الفتوح هي واحدة من أصغر المشاركات في سيمبوزيوم النحت هذا العام إن لم تكن بالفعل أصغرهن سنا، وقد تخرجت من كلية الفنون الجميلة قسم النحت عام 2014، ورغم ما سمعته الفنانة الشابة عن قسم النحت وصعوبته، ورغم دخولها الكلية أصلا للالتحاق بقسم جرافيك وتخصصها في الرسوم المتحركة، فإنها وقعت في غرام النحت بعد مرور أقل من شهر، وقررت أن تلتحق بقسم النحت. تقول نيفرت: وقتها وجدت معارضة من جانب أهلي، وكان الناس يرون هذا ضربا من الجنون، بالإضافة إلي ما سمعته عن صعوبة القسم .. لكنني قررت أن ألتحق بقسم النحت .. فنيفرت تفضل مواجهة مخاوفها وليس الهروب منها وأدركت كم هي موفقة في اختيارها . وتميل نيفرت إلي الأعمال التي تأخذ الطابع الأكاديمي وكثيرا ما تمزج في أعمالها بين الطابعين الأكاديمي والتجريدي مثل القطعة التي شاركت بها في معرض بقاعة الهناجر بالأوبرا وكانت عبارة عن عمل نحتي من الخشب. وتختلف الخامات التي تستخدمها الفنانة الشابة، حيث تتنوع بين الخشب والحجر والجبس وأحيانا الورق والحديد. إلا أنها كما تروي تعشق التعامل بخامة الطين الاسواني، ولكنها كانت المرة الأولي التي تتعامل فيها مع خامة الجرانيت عندما شاركت في السيمبوزيوم. وتروي نيفرت حكايتها مع تلك الخامة الصلبة العنيدة، حيث تقول : الجرانيت من أصلب الأحجار التي يمكن النحت عليها، وهناك فروق شاسعة بينه وبين الرخام أو غيره من الاحجار، وتضيف كانت هناك صعوبة في البداية في التعامل مع الجرانيت حتي فهمت كيف يمكن التعامل معه وهنا اختلفت الأمور، ولذا أري أن السيمبوزيوم من أهم المحطات التي أثرت فيٌ للغاية وأعتقد أن هذا التفاعل قد غير الكثير من الأشياء في تفكيري وفكري الفني .. وقد تعلمت هناك أشياء جديدة وتعاملت مع أدوات مختلفة ، والأهم أنني تعرفت علي شخصيات جميلة وتعاملت عن قرب مع الفنان الرائع آدم حنين. وقد قدمت نيفرت عملا مساحتة 80 * 80 *1م، عبارة عن شكل فني مجرد، وجدته مناسبا لطبيعة المكان، حيث تري أن الجرانيت الصلب يظهر دوره في الأعمال التجريدية .. وعن الاتهام الشائع بأن فن النحت للرجال فقط تقول نيفرت : النحت فعلا صعب جدا ولكن ليس لمن يحبه، وربما ترجع تلك الصعوبة التي أشيعت عنه في التعامل مع خامات عنيدة وصلبة مثل الجرانيت والرخام والخشب والحديد، بل أحيانا تحدث بعض الإصابات أثناء العمل، كما يكون من الصعب تقبل أن تمسك بنت أزميلا وشاكوشا وصاروخا وتعمل بهم لكن الموضوع مسألة اعتياد وتدريب. أما عن قسم النحت الذي درست به، فتري نيفرت أن هناك صعوبات يواجهها الدارسون كافة وليست الفتيات فقط ، وتتمثل في عدم توافر خامات، وأن علي الطلاب البحث عن الخامات بأنفسهم وهو ما يشكل صعوبة في البداية، كما أن الادوات بدائية جدا وهناك أدوات كثيرة كنا نحتاج إليها ولكننا لم نكن نجدها .