أغنية الكاتبة الكبيرة فوزية مهران للبحر هي أغنية للوجود ، أغنية مستكشف للذات والعالم هادئة السطح غنية المكنون .. لكن البحر بكل غناه واتساعه ، ليس عالمها الوحيد وإن كان الأشهر .. فهو جزء من عالم أكثر اتساعا حلقت فيه روح الكاتبة متخذة من الحب مرفأ وقاربا ودربا.. تنسج الحروف بتأن وتنصت إلي موسيقاها قبل أن تضعها بين يدي القاريء ..تختار من بين لآليء القول أثمنها في لغة عالية الروحانية متصالحة مع العالم متفانية في الحب واليقين بالغد الأجمل والثقة في القلوب الطيبة ..وكما تقول الدكتورة ماجدة في دراستها القيمة "المرفأ الدافيء":تلخص فوزية مهران مشروعها في "قاموس البحر" قائلة: "عملي اكتشاف الكلمات . . و إحياء معانيها ونورها. . وخوض بحور الشعر والإبحار في جوف الكتب". وفوزية مهران الكاتبة الإنسانة هي التي اختارت العمل علي الأرض وآمنت برسالتها وتفانت في أدائها .. في عطاء غير محدود للثقافة الجماهيرية .. في رحلات بين القري والنجوع والمدن البعيدة المحرومة .. تصنع هذا التواصل وتنتقي لآليء المواهب وتبشر بالغد الجميل، لا تكتفي بأن تكون حاجز أمواج في مواجهة القبح .. تتجدد كل يوم .. كما كانت دائما .. فكما كانت من أوائل الذين كتبوا عن مسرح اللامعقول وترجموه .. تغرد الآن بقصتها الومضة التي تكتنز تبين سطورها القليلة رحيق الحياة وحلاوة الإيقاع وخلاصة التجارب ووهج الفكرة وبريقها .. فمازالت فوزية مهران تغني للحياة ..أغنية ممتدة شديدة الإنسانية فائقة العذوبة تليق بسيدة البحر ..