لو عايز تعمل حواديتك بيتي، اتفضل تِلك الوصفة: في الأول اتوضي بعرق النوم، وامسح وشك بشوية أحلام، واتفضل أدي ببراعة فروض اليوم: (فَجر) لما تصحي الصبح، وتقول كلام حلو لروحك، وتِفتِكِر بشر في حياتك جُم وراحوا، ممكن قوي تكون بتضحك علي نفسك وبتِشتَغَلها، بس ليه لأ؟، وإيه العيب في كده؟، ده أحسن كتير من الندب علي اللي فات، أو اللي مش جاي. نصيحة، انبسط بروحك، وارمي اللي فات ورا ضهرك، وانسي الكلام والبشر اللي مش علي مزاجك، وافتح دراعاتك وخلاص. صدق إن انت بطل فيلمك، ما تخليش حد يعملَّك مشاهد مش لازماك ولا عجباك، وادخل أوضة المونتاج، وقصقص الزايد عن الفرحة وحاجتك، وف الاستديو إعمِلَّك حلم سيريالي بتاعك وعِيشُه، يمكن تحصل المعجزة ويتحول لحقيقة، ولو محصلش يبقي أقلُه شفتها فيلم، أو حلم. ضُهر مزاجي مش بطال، وشاربة ييجي نُص برميل حكايات خلوني سِكِرت، وقلت أكملهم برميل، قمت فتحت رسالة بيضا جوا بريدي، ولقيت عندي شوية حركات للزينة: إشي صُحبِة ورد، وإشي وِش بيضحك، والتاني زعلان مهموم، وبيوت، ومباني، وعربيات، وقلوب، ونجوم. فكرت شوية وقلت يا بت يا سكرانة في عز الضهر، بحكاوي شبه بعض، فيها إيه يعني لما تعاكسي الناس وتزاولي الدنيا؟، يمكن تتغير حاجة فيهم أو فيكي، أو يضحك وش نهار مقسوم لك، أويتظبط حال ليل محتاجلَّك؟. وحصل وبَعَت في رسالتي صُحبِة ورد عظيمة إلي الملكوت، وكتبت عليها عِنوان سهل ومعروف، إلي: :الدنيا والناس"، وأملي إن الملكوت يتصرَّف، ويِوصَل للعنوان، ويخلي الضحكة تفوت، من بوابة القلب النونو، فتكبر وتاخد الدنيا بالأحضان. عَصر لما تِحِس إنُه ماشي الحال، ودلوقتي أحسن من بُكرة، وإنه ولا يهمك من أيوها حد، ولا أي حاجة، وانت لسه عايش، وعقلك في راسك، يبقي لازم تقول: الحمد لله ع الرزق، والستر، والصحة، والناس الطيبين، وما تاخدش في بالك من لون الدم في شمس بتغرب. خُلاصة القُول: عايزاك تفرح، وتنسي شوية الضِيق والهم، وتشوف بكرة عيل محتاج مركب قلبك علشان يعبُر بحر الحزن، واوعاك تشرب منه، م الحنفية نازل منه كفاية وزيادة. قرر تتمرد، وما تدفعش فاتورة قهرك، سيب غيرك يدفع، ما هو مش ناوي غير يتفرج. أنا مش باتفرج من ييجي كام شهر، وباتمرد لما باشوف الفرصة واقفة ع الناصية، وبتصفَر لي، تيجي معايا المرة الجاية؟، مش راح تندم، أهي مرة يا صارت عادة، يا رجعت مكانك، وأخدت الحزن في أحضانك وخلِصنا، انت هتِدوِشنَا؟. يا خسارة، لساك فاكر تخسر لما تسيب القلب المَركِب راسي علي شط الهم؟، والّا صحيح يمكن عندك حق، ما هو أصل الحزن مش ببلاش، واهو هم الواحد التمليك أحسن ووجاهة وفَردِة صدر علي المخاليق الغرقانة من الهم إيجار. مش باضحك أبداً والله، بس انا شايفاك غني بالعملة السودا المضروبة في السوق، عمال تِكنِز منها، وتعبي جيوبك، وآخر العمر هتطلع مديون. مَغرِب لما آخر النهار أقرا كتب الأطفال بتاعة دليلة بنت صاحبتي، واكتشف إن الزرافات مالهمش صوت، وكمان ما بيسمعوش، وليهم نظام بينهم ما نعرفوش. ولما أكون متاخدة الضهر بجزمة صاحبتي المِلَوِنة اللي مش ممكن ألبس واحدة زيها، لأني باخاف إن الناس تستغرب، أو حد يقرب بوزه ويرمي كلام من غير ولا أيوها لازمة. ولما ياخدني كتاب تحفة بيتكلم عن كل "التواليتات" في العالم، فافتكر إنه في مبني الأممالمتحدة في بيروت مفيش حاجة رجالي وحاجة حريمي، والباب مفتوح للكل، وأفهم سبب إن الست الصينية اللي لما دخلنا سوا حمام المطار ما اهتمتش، وسابت بابها مفتوح ولا انكسفتش، وانا باستغرب منها وباكِش، وبأقفل بابي بالترباس، ووراه شنطة سفري. لما يحصل ده كله في يوم ونهاره، وقبل نزول ستارة ليله، يبقي أكيد الواحد منا فاضل له كتير عشان يتعلم أو يفهم، ولابد من نومة عظيمة تاخدنا بين أحضان الحلم عشان نرتاح، قبل ما ييجي بُكرة بسرعة، ويثبت لنا إننا جهلة. عِشا صدقني إنت عظيم قوي، ومحدش يعرف قِيمتَك غيرك، ما هو أصل جميع الشعب في كل البلدان بيعاني من نفس الحدوتة، إكمن الدنيا شاغلانا، وكمان مشغولة. ببساطة، وصدقني- مين راح يديك حقك إن كنت سعادتك شايف نفسك صرصار محتار، يخرج من شق لبلاعة، وفي النص مذعور خايف من خطوة تقرَب ليكون موتك تحت الشبشب. ده اسمه كلام؟، صدقني إنت جميل وبجد، إوعي تقول ده كلام أفلام، وإن حياتنا عبارة عن أزمة بتِولِد أزمة، وإن الطلق الحامي بيحصل ييجي عشر مرات في اليوم للكل ستات ورجال، أو إن الدنيا ما كانت غير جزمة بتنزل ببراعة ع الراس، أو ع القلب. فُكَها بس شوية، واستمتع بجمالَك، إنت جميل وانتي جميلة وآه والله-، جايز أعمي أو مشلولة، أو وشك محروق من حادثة قديمة بطلها وابور الجاز، أو ربما أطرش وما بتتتكلمش غير بإشارت وأصوات يستغرب ليها الخلق الواقفين في المترو من حواليك، أو جايز برضو عاطل، قلبك مكسور، وجيبك مفيهوش غير رُبع جنيه، أو يمكن مقطوعة السكة بينك وبين كل اللي بتحلم بيه من شغل، وعز، وسطوة، وجاه، أو يمكن أيوها حاجة ما اعرفهاش، ما هو أصل الجنس البشري عمومًا لسه بيبهرني، ويحطني في "الكورنر" لما اعرف إنُه فيه حاجات تانية بتزعل ناس، وانا ما اعرفهاش. يعني، اسمح لي أقدر كل الاسباب المُتَسَبِبَة في إن سعادتك مش حاسس أن عظمتك ناقصة كتير، وان جمالك أساساً جُملة واقعة من إعراب العالم، بس اسمع من حضرتي كلمة كده، وارميها في عبك، أو من ورا ضهر سعادتك، مش راح تخسر: سيب بذرة حلاوتك تكبر فيك، وارويها إن تقدر بالبسمة اللي هتلزقها كل صباح علي وشك وانت خارج للشارع، مرة هتفضل ملزوقة علي وشك كام ثانية، وبكرة هتقعد أكتر، كرر هذا التمرين خمس مرات، يمكن علي أخر السنة تِلزَق خالص ما تُقَعش، هتخسر إيه؟، إضحك علي نفسك، هتلقي الضحكة بتِلزَق وبتِثبَت، ولا هتحتاج "أوهو" ولا "أمير". وختاماً، ملحوظة كده علي جنب: إيه يعني لما تغيَر لون جزمتك السودا، وتروح سوق الجِزم الألوان، وتنقي لك حاجة علي ذوقك ابن الأيام؟، هتحتاج قُرص شجاعة، وشوية ألوان مجنونة، وكمان حبة قوة علي إصرار، علشان تليق الخطوة بفرحة لونك، أو يمكن تتجاوز كل اللي كتبتولك من سطرين وتطير، اعملها وقولي يمكن أغِير منك، واسيب كل الجزم السودا والبني بتاعتي، تنزل مَطَرة من بلكونتي علي كل شوارع الأبيض واسود، وأطير حافية معاك.