ضمن سلسلة مختارات الكرمة تمّ إعادة طبع روايات "دنقلا" لإدريس علي، "الشبكة" لشريف حتاتة، و"مليم الأكبر" لعادل كامل. الروايات الثلاث تمثل المختارات الأولي للدار، وقد صدرت الطبعة الأولي من "مليم" عام 1942، بينما يعود تاريخ صدور عمل إدريس علي حول آثار نهاية مملكة "كوش" النوبية وعاصمتها "دنقلا" للعام 1993، في حين صدرت شبكة حتاتة لأول مرة في 1981. من المتوقع أن تضم هذه المختارات كذلك إعادة طبع عملين للراحل بدر الديب هما "إجازة تفرغ" و"حديث شخصي: أربع تنويعات"، إلي جانب عمل آخر لعادل كامل هو"ملك من شعاع"، "أيام الطفولة" لإبراهيم عبد الحليم، "النزول إلي البحر" لجميل عطية إبراهيم، "شخصيات حية من الأغاني" لمحمد المنسي قنديل، "رابعة ثالث" لعلي الشوباشي، "الناس في كفر عسكر: أولاد عوف" لأحمد الشيخ، و"مذكرات جندي مصري في جبهة قناة السويس" لأحمد حجي. المميز في هذه المختارات أنها تعيد طباعة كتابات منسية ونادرة في المكتبة العربية. في مليم الأكبر سيجد القارئ مقدمة كامل الشهيرة عن الأدب العربي، كما تضم كذلك شهادة لنجيب محفوظ عن كامل، تشير الشهادة، المكتوبة عام 1993، إلي وجود عدة أعمال منسية لكامل بعضها نشر منذ زمن مثل "ويك عنتر"، والبعض الآخر لم ينشر بعد. عن "عادل" يكتب محفوظ: "ابتداءَ من عام 1945 بدأ يتشكك في دور الأدب وجدوي الإبداع، وأخذ كلامه كله يدور في هذا المعني، بحيث إنه لو أن كلامه أثّر فينا تأثيراً حاسماً لكُنّا جميعا هجرنا الأدب مثله"، هكذا ترك صاحب "مليم" الأدب وتوجه للمحاماة، حالة مماثلة مرّ بها صاحب نوبل خلال العام 1952 حينما قرر ترك الأدب والإكتفاء بكتابة سيناريوهات الأفلام للسينما، ربما يكون ذلك من تأثير حالة "كامل"، لكنه يوضح في شهادته"هناك إذن أسباب غير معروفة لدي الكاتب نفسه تدفعه لهجر الأدب أو العودة إليه مرة أخري". تكشف الشهادة أيضاً عن أعمال جديدة مجهولة لكامل كتبها بعد إعتزاله للأدب، والتي يبدو أنها ستظل مجهولة بالنسبة للقارئ العربي.