بينما تواصل أخبار الأدب متابعة الإجراءات الخاصة بقضية السرقة التي شابت ترقية د. طارق النعمان لدرجة أستاذ مساعد حتي وصلت إلينا من جامعة بنها قضية أخري تمس نزاهة وجدية البحث العلمي، حيث تقدم الدكتور محمد مهدي غالي الأستاذ بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة بنها، بمذكرة إلي عميد الكلية تم عرضها في مجلس الكلية المنعقد بتاريخ 17/9/2014، معترضاً فيها علي تعيين الدكتور يحيي خاطر في درجة أستاذ، وطالب بعدم إسناد أي منصب إداري له، لإخلاله- كما جاء في المذكرة نصاً- بمبدأ حُسن السير والسلوك، ولواقعة غش وتدليس ارتكبها في أبحاثه. وجاء في مذكرة د. مهدي غالي بالتفصيل- لدينا نسخة منها- أن الدكتور يحيي خاطر، ارتكب في أبحاثه التي تقدم بها للترقية واقعة »غش وتدليس« صريحة، حيث إنه تقدم للترقي ببحث واحد مرتين إحداهما في ترقيته إلي درجة أستاذ مساعد، ثم تقدم به مرة أخري إلي درجة أستاذ، البحث بعنوان »الحمي: حوارية النص والنفس« وهو البحث المرجعي الذي تقدم به إلي درجة أستاذ مساعد، ثم عاود نشره بمجلة- كلية الآداب عدد يناير 2005- وتقدم به للترقي إلي درجة الأستاذية، والبحث هو هو بنصه وحرفه ، وهذا كله استخفاف بالقسم الذي ينتمي إليه، وبالكلية نفسها، وباللجنة العلمية التي تقدم لها، وهو أيضاً مما يخل بحُسن سيره وسلوكه بنص قانون الجامعات رقم 49 لسنة 1972، البند الثالث من المادة رقم 70، مما يقتضي تجميد كل الإجراءات المتعلقة بقرار الترقي، وإسناد أي منصب إداري إليه. وأوضح د. مهدي: »أنا متابع جيد لكل ما يتم نشره في أخبار الأدب من القضايا الخاصة بالتعليم العالي والبحث العلمي، بهدف تصويب أداء لجان الترقيات بالجامعات المصرية، ومما يشوبه من تجاوزات، وما أنا بصدد عرضه علي مجلس الجامعة الآن، هو خاص بترقية د. يحيي خاطر، عضو هيئة التدريس بكلية الآداب جامعة بنها، تخصص أدب قديم ونقد.. حيث تقدم د. يحيي ببحث واحد مرتين، في المرة الأولي قدمه بعنوان (قراءة في شعر المتنبي) ضمن أبحاث أخري حصل بها علي درجة الأستاذ المساعد في 25 سبتمبر 2004، ثم عاد ونشره في مجلة كلية الآداب يناير 2005، مستخدماً عنوانا فرعيا بالبحث ليكون هو العنوان الرئيسي (الحمي حوارية النص والنفس) ليتقدم به ضمن مجموعة أبحاث في يونيو 2014 للترقي لدرجة أستاذ، وبالفعل تم ترقيته. وبالنظر إلي تقرير لجنة الترقيات برئاسة د. محمد عبدالحميد سالم، حصل د. يحيي خاطر علي تقدير جيد جداً عن هذا البحث، وجاء في حيثيات التقرير نصاً: »إن فكرة البحث أصيلة، ومعالجتها شاملة ودقيقة والنتائج علمية صحيحة«. ومن المفارقات الغريبة أن د. محمد عبدالحميد سالم رئيس لجنة الترقيات التي قامت بترقية د. يحيي خاطر لدرجة أستاذ، كان أمين لجنة الترقيات التي رقته لدرجة أستاذ مساعد. وبالنظر إلي البحثين في محاولة لإجراء مقارنة بينهما (أعني بها بحث الترقية لدرجة أستاذ مساعد، وبحث الترقية لدرجة أستاذ) نجد أن د. يحيي خاطر، لم يبذل مجهوداً سوي تغيير العنوان كما ذكر د. مهدي غالي حتي أن التقديم كما هو في البحثين (أو حسب الحقيقة بحث واحد)، حيث بدأ في التقديم في البحث الذي حمل عنوان قراءة في شعر المتنبي ص2: »سيظل المتنبي شاعراً عبقرياً يثير حول حياته وشعره تساؤلات تتجدد«.وهو ذات التقديم في البحث الذي حمل عنوان (الحمي: حوارية النص والنفس) والمنشور في مجلة كلية الآداب العدد 12 ص3 . نجد أن حيثيات منح الترقية تأتي كما ذكرنا آنفاً: فكرة البحث أصيلة، ومعالجتها شاملة ودقيقة، والنتائج علمية صحيحة.. وكأن من قاموا بفحص عمله يقصدون بالدقة، هي جودة تصوير البحث مرة ثانية ليحصل جراء ذلك علي ترقية أخري!