بعد حياة مليئة بالمعارك الفكرية وعشرات المؤلفات في مجالات اللغة والأدب وتأويل التراث، غيب الموت صباح الإثنين الماضي الدكتور نصر حامد أبو زيد أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعتي القاهرة وليدن، وأستاذ الإنسانيات في جامعة أوترخت بهولندا. كان الراحل قد دخل مستشفي زايد التخصصي يوم 26 مايو الماضي، وذلك نتيجة لوعكة صحية ألمت به بعد زيارته الأخيرة لاندونيسيا. وطبقاً لما صرح به د.حافظ محمد حافظ مدير المستشفي فقد تم تشخيص حالته بأنها إلتهاب في غشاء المخ تسبب في اضطراب الوعي وقد تدهورت الحالة نتيجة تأخر أبوزيد عن الذهاب إلي المستشفي خمسة أيام، الأمر الذي أدي إلي تدهور حالته رغم كل الجهود الطبية التي بذلت لعلاجه حيث تم نقله في النهاية إلي قسم العناية المركزة يوم 8 يوينو الماضي مصاباً بفقدان الوعي، ليتوفي يوم 5 يوليو بسبب هبوط بالدورة التنفسية والدموية عن عمر يناهز 76 عاماً. تم تغسيل جثمان الفقيد بمغسلة مستشفي الشيخ زايد، حيث انتقل الجثمان بعد ذلك من محافظة 6 أكتوبر إلي بلدة الراحل "قحافة" التابعة لمدينة طنطا بمحافظة الغربية، وذلك بمصاحبة زوجته د.إبتهال يونس، د.جابر عصفور، والروائي سعيد الكفراوي. وبعد صلاة العصر أقيمت صلاة الجنازة علي الفقيد، وشيع أهالي قحافة جثمان الراحل الذي دفن في مقابر العائلة بحضور عائلته وجمع من أصدقاء الراحل والمثقفين بينهم د.حسن حنفي، د.علي مبروك، جار النبي الحلو، فريد أبو سعده، وأحمد مرسي. من جهة آخري فقد توالت ردود الأفعال علي خبر رحيل صاحب "هكذا تكلم ابن عربي" حيث أحتل الخبر المرتبةالأولي علي معظم المواقع الإخبارية العربية وتوالت التعليقات ما بين مترحمة علي الخسارة الفادحة للفكر والثقافة العربية وبين تعليقات آخري تجدد اتهامات الردة لأبوزيد بينما صرح د.محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية بأنه يدعو الله تعالي له بالرحمة والمغفرة، وأن يتقبل اجتهاده، وأتي تصريح د.عبد المعطي بيومي مشابهاً حيث دعي للراحل برحمه مؤكداً أنه كان يختلف مع بعض اجتهادات الراحل لكنه في نفس الوقت يختلف مع من يكفرونه. وكان الراحل قد تعرض في منتصف التسعينات لحملة تكفير قادها بعض المحتسبة الذين طالبوا بالتفريق بينه وبين زوجته حيث رفض د.نصر نطق الشهادة أمام المحكمة حتي لا يعطي شرعية للتفتيش في النفوس وانتهت القضية بحكم محكمة الأحوال الشخصية بالتفريق بينه وبين زوجته عام 1995 حيث سافر نصر إلي هولندا وعمل أستاذاً زائراً بجامعة ليدن وافتتح أول محاضراته هناك ناطقاً بالشهادتين. كما نعي اتحاد كتاب مصر علي لسان محمد السيد عيد نائب رئيس الاتحاد المفكر الراحل، ووصفه بالفكر المجتهد الذي حاول أن يضيف للفكر الإسلامي وتحمل الغربة طويلاً حتي لا ينكسر في غربته ولا يضحي بفكره. وأكد عيد أن أبوزيد سيكون إحدي الشخصيات التي سيتوقف عندها المؤرخون لتاريخ الفكر الفكر المصري والعربي الحديث.