بوسعك وأنت ترتدي صباحك أن تبتكر معطفاً وقبعة، وأن تقترح ضيفاً علي فنجان قهوة يقاسمك ذكريات دافئة .. بوسعك وأنت تتلفع بالظهيرة أن تتوق للاستلقاء قليلاً وسرج جياد المخيلة ترمح في سهوبٍ هاجرها المطر . بوسعك وأنت تهرول لعطر المساءات أن تستريح لغيمة تغادر، وضوء يسطع من بعيد، وترحل في لحن يقودك إلي خمارة يرتادها الغرباء . بوسعك وأنت تصنع احتفالاً صغيراً لليل أن توقد شموعك قبل هطول الأصدقاء وأن تصفَّ إسطوانات الموسيقا قرب الجهاز الأنيق وأن تشيع عطراً يجعلك قريباً من النافذة .. بوسعك وأنت تزخر بحقول اللؤلؤ أن تدرك دلالات الابتهال وأن تري الطريق صوب النهر .. وأن تستكين . يا الله.. بوسعك وأنت تعانق حاسة الشم، والغبش المقدس يُغرق أحداقك في تفاصيل الخيطين أن تري ما أنت عليه!! أن تراك رأي العين.. بوسعك وأنت تصلي أن تنام وتحلم بالمعارف .. أن تري ماليس يُري وأن تجهش بالحنين يا الله . بوسعك وأنت تغترف لذائذ الصهوات أن تتذكر رجفة الصبح وأن ترعوي .. بوسعك أيها البهي الأنيق أن تهتدي إلي عذوبة التواشيح قبل أن تعرف فضائل الصمت .. ياالله .. بوسعك أيها الأنا أن تستمتع بالأذان يعلن أن لا أحد في مجال الرؤيا سواه .. سبحانه .. وسيكون بمقدورك وأنت تبسط ذراعيك توسلاً أن تفشي سرك وأن تتعري .. سيكون بوسعك دائماً أن تتعري .. ياالله .. بوسعك أن تتهتك وأن ترتجي سبيلاً لا يقود .. أن بوسعك أيها المفقود أن تموت أو تحيا أو كما تشاء .. بوسعك اللقاء والجفاء كما يليق بالعشب أو فداحة التبصر .. ياالله.. بمقدورك وأنت ترتب حقائبك أن تنظر للخلف وأن تحزن قليلاً وأن تذرف دمعة أو دمعتين، وأن تطلق السلام علي الغابرين .. بمقدورك وأنت تحزم ما تبقي من تصاوير وعناوين وتنهيدات أن تتوقف قليلاً .. قليلاً .. وأن تتسول فرقة صغيرة من كمنجات يطرحن السنابل ملاعب بلا أفق .. بوسعك أيها المغدور أن تري قاتلك وهو يرميك بسهمه والقوس صفير وعواء وأن تري ما لا يُري !! لكأنك أنا .. يا الله .. يا أيها الحق ((تعب الطين .. طينك يا الله )) بوسعك وأنت تستفيق أن تري أن الحق .. حق. وما أنت عليه ..أن تذرف ما أغرورق أنت تعرف من أنت