في منزل أنيق عاشت حبيسة بين جدرانه، كعادته يعود من الخارج مشتاقاً لمقعده يهرول إليه، متعايشاً مع جريدته غير مبال بوجودها. قرب النافذة المطلة علي الحديقة كانت تقف، تنظر للخارج تارة وأخري ترميه بنظراتها الحادة. حاولت مرارا ذ دون جدوي- جذب انتباهه. - أريد أن أقص شعري. - نظر بآخر عينيه ولم يجب. - لقد مللت، أريد التغيير. - لم يجد بدا من أن يجيبها فقال دون أن ينظرلها، قصيه. - اعتلي وجهها بعض الراحة وتمتمت.. أخيراً. - نظرت إليه، أكملت محاولتها فسألته.. هل أزداد وزني؟ - تظاهر بعدم السمع - سوف ابدأ عمل رجيم قاس. - رفع رأسه بحدة يعني أفهم من كدا أنك هتجوعينا - ساد الصمت من جديد - عادت لنافذتها. - في الحديقة قطة صغيرة وفراشة ملونة تلهوان تحت شجرة التوت، وكأنهما صديقتان حميمتان. وقفت ترقبهما لفترات طويلة. ثم وضعت نهاية للصمت. - أريد قطة.. أنا أحب القطط. - لماذا لم تحضر لي قطة؟ نظر إليها مستنكراً تلك الطفلة، أجابها بغيظ. - حاضر. - لا أريد أيه قطة. - أنا أريد هذه القطة. - سوف أرعاها وأطعمها بيدي.. أجلبها لي. ترك الجريدة ثم أدار التلفاز وأخذ يتنقل بين قنواته دون هدف. السماء بدأت تهدي الأرض بندف الماء التي سرعان ما تحولت إلي مطر فتي، القطة مازالت تلهو وتقفز مع الفراشة الملونة ولا يباليان بالمطر. عادت تنظر إليهما من جديد، ألحت في طلب القطة. ألقي بالريموت علي المقعد وأخذ بيدها وخرجا من المنزل.