انتظرتَ البرابرةَ طويلاً ها قد وصلوا الآنَ لبيتِكَ.. أطاحوا بتماثيلِ بوذا وأبي العلاء.. تمثالُك الرأسيُّ.. هل سيكونُ مادةَ لهوِهم..؟ لوحةُ الدلالةِ لبيتِكَ ستذهبُ خشباً لتنور..؟ وبرونزُها وساماً لمن يقتلعُ وجودَك من الاسكندرية..؟ "هؤلاءِ البرابرةُ هل كانوا حلاً من الحلول.." كما تساءلتَ علي لسانِ الأثينيين..؟ في القاهرةِ نقّبوا أمَّ كلثومَ.. فيما يأتي رجعُ صوتِها من مقهي قديم (أعطني حريتي، أطلِقْ يديا..!!) .................. لُذتَ بها مدينةَ أصواتٍ شتي تقمّصتْكَ روحُ انطونيو الباحثةُ عن كليوباترا فكانتِ الاسكندريةُ وطناً تتعطشُ للأشرعةِ لمساقطِ الرياحِ والحروفِ بمدادِ الحكمةِ أوقدتْ مصابيحَها ............ كنتَ برزخَ هيامٍ لمرآتينِ من عمقِ الدلتا، حيثُ المآذنُ لا تحجبُ هرمَ خوفو ومن ساحلٍ تغرقُ فيه أساطيلٌ وأحلامُ فلاسفةٍ وغزاةٍ وعاشقينَ، وأروقةٌ بأعمدةِ رخامٍ تمتدُ من قلعةِ قايتبايَ حتي جزرِ الإغريق منْ هناكَ.. وقدماكَ في مياهِ الساحلِ كنتَ تبصرُ البارثينونَ لم يحجبْهُ بخورُ الكهنةِ والدراويش ............. ربما كنتَ تتمني ختمَ قصيدتِك بهذا المقطعِ وأنتَ شبهُ نائمٍ: "إنه ما عاد للبرابرةِ من وجود".. ولكنْك في لحظة صحوكَ قلتَ بلسانِ نبيٍ هامَ بقومِه: "ما معني أن يسنّ الشيوخُ القوانينَ الآن؟ حينَ يأتي البرابرةُ، سوف يضعون القوانين.." "والآنَ.. ومع البرابرةِ ما الذي سيحدثُ لنا..؟" يا سيد كافافي..؟ .................... ما بين الأقواس الصغيرة " " مقاطعُ مأخوذةٌ ببعض التصرف من قصيدة كافافي الشهيرة "في انتظار البرابرة". العراق