كأنني اعرفها كأنني صادفتها في حلم طويل. كأنني مشيت في دروبها من الف الف عام كانني ولد الف مرة هنا ومت الف مرة علي ترابها النبيل . معذرة يا سيدي الدليل . فقد ولدت راعيا فوق ضفاف النيل. كتبت في معبد اخناتون سفر مجده العظيم . عبرت سيناء وراء الانبياء منذ ان اشرق في الدنيا يقين ابراهيم . انا فتي موسي الكليم. وكاتم السر لدي العزيز يوسف الوزير . قلدني ( مينا) وشاحه الحرير . عملت نقاش السجاجيد ونقار الصخور ساقي الفرعون و مازج العطور في اخميم . اني انا الراحل والغاية والسبيل. معذرة يا سيدي الدليل. فها انا احاور الملوك والكهان والكتاب استقي من الحكمة ما اشاء اكتب النصوص انتمي لايما سلالة واصنع البردي من خضرتها واختفي في كحلها الجميل .
سوهاج . قمر من حجر يتوسد مرآة الموسيقي وبلابل من كمثري تلعب ما بين الاخضر والازرق ثم تغيب كمنديل في احضان الامواج . نافذة ما بين الغزلان البرية والاسطورة مرحلة ما بين نشيد من تمر وفضاء من لهب وزجاج . سوهاج . بهو المرمر ما بين قطيفة مرجان و سماء من عاج . باب الريح الي الريح ومفتاح الماء الي الماء حديث الصمت المخزون بدقات نواقيس الابراج. ها انذا انحت من حجر المرتفعات حصاني . ازميلي بيدي و نداء النيل الفياض عناني . حتي الفيت دمي يصبغ اعلام مكاني وزماني. من اقصي الانشودة حتي حافات الثيران المرسومة فوق بقايا حيطاني. ادنو منك الي ظل ما مختبئ في ظل ما بين طقوس الوقت المصري وبين صهيل النقش العربي المفتوح علي الافاق المنحوت بازميل الدمع الساري في عصف النور وعصف النار العابر بهو الازمان المثقوبة والايام المعجونة بالوحل.... رماد ودخان يملاء اعطاف المدن العربية والابراج تهاوي برجا برجا هل تري ايها الحارس المغفل ليس ثمه ما تفعله انت سوي ان تغادر قوسك وسهمك وان تصطف باناقة مثل بقية النصب الحجرية بانتظار ان تفتح لك عبقرية الانتظار ، ودهاء الاطراق الاخرس ابواب الظلال الموعودة ودهاليز المرايا المكعبة ذات الالف متاهة .... وانا امامك سارتب جنوني وساشرب نخب بلدي الذي يتكسر مثل خبز يابس وامدح الخراب العظيم الذي يطلق حممه فوق جثث القتلي والفوضي الخلاقة التي بشرنا بها الانبياء الجدد التي يرقص علي انغامها اقزام اخر الامبراطوريات العظمي..... سوهاج ضميني فقد ضاعت بلادي بين اروقة الحمائم والصقور وصار ثوبي راية من لعنة ودم ترفرف في المدي خبزي تقاسمه اللصوص القادمون من الخرافة والتآويل القديمة . وطني تقاذفه الجريمة للجريمة . وطني وليمة.