رحل الكاتب البرتغالي الحائز علي نوبل جوزيه ساراماجو يوم الجمعة الموافق 18 يونيو عن عمر يناهز السابعة والثمانين ، وكان ساراماجو شاعراً قبل أن يكون روائياً ناجحاً ، وقبل أن يكون شاعراً كان فقيراً ودائما كان روحا عالية ومناهضا للظلم. ولو أضفنا الصحافة للسمات السابقة (فقر ، شعر ، رواية، إنسانية) سنفهم بسهولة الانصهار بين الهم الإجتماعي والقيم الجمالية التي تميز الكاتب البرتغالي الوحيد حتي الآن الحائز علي نوبل . في عام 1977 عاد ساراماجو للكتابة بعد أن توقف عنها لأكثر من 20 عاماً ، بالتحديد بعد أن نشر روايته الأولي "أرض الخطيئة" التي نالت نجاحاً وقتها ، وكانت عودته برواية مارس فيها كل ما يحلو له من تجريب وهي "كتاب الرسم والخط" الوحيدة التي تحدث فيها بضمير المتكلم ، واتبع فيها تقنية السيرة الذاتية ، حتي أنه كتب فيها بعض الأحداث المرتبطة بعائلته والتي أوردها بعد ذلك في سيرته "الذكريات الصغيرة" . بعدها توالت الأعمال الكبيرة التي وضعته في الصف الأول من كتاب العالم ومن بينها "ثورة الأرض" "مذكرة الدير" "عام موت ريكاردو رييس" ، " كل الأسماء"، "الطوف الحجري" " رحلة إلي لشبونة" "الإنجيل كما يراه المسيح" " العمي " ، وفي 1998 حصل علي نوبل ، وواصل " الكهف ""الآخر مثلي" "البصيرة" "انقطاعات الموت " " مسيرة الفيل" "قابيل" ، ولم يتركه الموت ليكمل روايته الجديدة "رماح ..رماح ..بنادق ..بنادق" التي كتب فيها 30 صفحة فقط . وتُرجمتْ كل أعماله إلي كل لغات العالم. المفارقة أنه عندما حصل علي جائزة نوبل لم يكن قد ترجم له في العربية سوي فصول من رواية له قدمتها أخبار الأدب في إطار ملف عن الأدب البرتغالي الحديث..وقد بدأت شهرته التي تجعلنا نقول شكرا لنوبل التي عرفتنا علي كاتب بهذه الموهبة الحادة .. الضمير اليقظ الذي جعله قريبا من كل قضايا المهمشين وواحدا من أصلب الكتاب في مواجهة العربدة الإسرائيلية، حيث لم يكف عن مهاجمة إرهابها للشعب الفلسطيني وكان بين وفد برلمان الكتاب العالمي الذي زار محمود درويش تحت الحصار أثناء الانتفاضة الثانية. ملف خاص ترجمة : أحمد عبد اللطيف